الشاعرة الواعدة قالت ل "طنجة 24" إنها تتمنى أن تكون أول مغربية شمالية تحقق أحلام الرفع من قيمة الشعر الغنائي والشعر الحر. بعد سنوات، أدركت كوثر البكاري أنها شاعرة ليس بمحض الصدفة، لكن وفق أجندة رسمتها بمعية أفراد من أسرتها الصغيرة، عبرت غير ما مرة عن كونها ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب تحمل أبيات شعرية لقصائد لم تلد بعد، ترددت كثيرا قبل أن تلج عالم الكلمات الفياضة التي بدت تنطقها غير عابئة بما تمليه الظروف.
كوثر البكاري اصطدمت بقوة الحب الأبوي الذي ضاع منها في لحظة وفي غفلة تشاءها القدرة الإلهية فقط، لكنها واثقة ومؤمنة أن هذا الحب لا يمكن أن يدوم للأبد، كوثر البكاري أنشدت وغنت وكتبت، وتواصل المشوار، فتحت قلبها لشعراء ناشئين تمنت لهم كل التوفيق.
كوثر البكاري اليوم في لقاء مع موقع طنجة24 تكشف الجديد، وتحول بوصلة شعرها نحو قراء الموقع.
بداية، متى كانت الانطلاقة الشعرية الحقيقية لكوثر البكاري؟
كانت بداياتي الأولى من خلال كتابة العديد من الخواطر بطريقة عشوائية، و منذ أن وجدت أن والدتي تساعدني كثيرا لكونها عاشقة اللغة العربية، تربيت في حضن سماع الكلمات، أعجبني كثيرا منذ نعومة اضافري كتابة القصص والمشاركة في إنتاج خواطر شعرية، اكتشفت فجأة أن اللغة العربية تسكنني و كتابة الأشعار تحيي فيا روح الإبداع، كنت أشارك بجانب أصدقاء في سهرات بدار الشباب، واليوم تمكنت من الاطلاع على مشاركة من نوع آخر ألا وهي الولوج لبوديوم اكبر المهرجانات التي تقام داخل وخارج طنجة.
ما نوع القصائد الشعرية التي تكتبينها اليوم؟
ارتاح كثيرا في كتابة الشعر الحر وفي تلاوة الزجل المغربي.
لماذا اخترت الشعر الحر؟ لأنني أجد نفسي كثيرا في أحضانه،كما أني ارتاح كلما اكتشفت نكهة الزجل المغربي.
هل لوفاة والدك تأثير على حياتك وطبعا على كتاباتك الشعرية؟
"تنهيدة عميقة"... طبعا تأثرت كثيرا، والدليل على ما أقوله، تلك القصيدة الرائعة التي استحسنها الجمهور بمسرح محمد الحداد بطنجة، ومن خلالها تلقيت تشجيعات من طرف العديد من الأصدقاء ..صدى رحيل أبي رحمه الله، كان له وقع على قصيدتي التي أهلتني بالمناسبة لنهاية مهرجان السينما والثقافة المنظم أخيرا بطنجة بمسرح محمد الحداد،ولماذا هذا التأثر؟ السبب يكمن في كون الثمن الغالي الذي يدفعه أي واحد بعد فقدانه لوالديه طبعا.
كوثر هل تتلقين تشجيعات مهمة داخل محيطك العائلي؟
طبعا تلقيت كل التشجيع من أصدقاء كثر، يرون أن القصيدة المغربية بصيغة المؤنث باتت تعيش أيامها الأخيرة، ومن هذا المنطلق سأواصل تحقيق المراد، كما اشكر كل من يساندني من محيطي الأسري ومن أساتذتي الذين لا يزالوا مواكبين على منحي كل التقدير والتشجيع لمواصلة المشوار.
متى سيتمكن الجمهور الشمالي والمغربي من تصفح أول دواوينك الشعرية؟
أتمنى أن أحقق حلمي الكبير، وأتوج كأصغر شاعرة مغربية ، وما يهمني كثيرا، هو أن أتمكن من الرفع بقيمة الشعر المغربي التي أراها اليوم تسير نحو الانقراض والاندثار، وأنا آسف على ذلك، واقصد بالضرورة الشعر الغنائي أتمنى من هذا المنبر أن أكون أول مغربية شمالية تحقق أحلام الرفع من قيمة الشعر الغنائي والشعر الحر. أما بالنسبة لديواني الجيد فمن المنتظر إن شاء الله أن يصدر قريبا بعنوان سأتركه مفاجأة للجمهور المغربي.
هل تفكرين أن تحققي ذاتك المادية من خلال الشعر وكتابة القصائد؟
فاجأتني كثيرا بهذه الأسئلة، في الحقيقة ولوج أي ميدان يتطلب منا بدل المزيد من الجهد، بالنسبة لي الشعر والقصيدة قد تنمي قدراتي الفكرية ولما لا المادية يوما ما إن توفرت الظروف طبعا، الاتجاه الشعري الذي أواصل طريقه لا يهمني كثيرا في تحقيق مبتغاي المادي، لكن الأكثر أهمية يكمن في تحقيق ذاتي المعرفية والمعنوية ومنح النفس الجديد للقصيدة المغربية.
في كتاباتك الشعرية بمن تأثرت كثيرا؟
كما يقال من كل فن طرب، ولا استطيع إلا أن أقول جوابا على هذا السؤال، أن الأستاذ الراحل نزار قباني كانت لقصائده الرائعة وقع كبير على حياتي، وكأي شاعر مبتدئ طبعا، سوف يطالع أشعار هذا الشاعر العملاق، بالإضافة إلى شعراء مغاربة وعرب كثر، كريم العراقي، نازك الملائكة، ومؤخرا قرأت كتاب يحتوي أغاني أداها هرم الأغنية العربية محمد عبد الوهاب، والشاعر لا بد له من الاطلاع على مختلف الألوان الشعرية العربية لكسب مزيد من التجربة.
في أي لحظة تكتب كوثر البكاري؟
الكتابة عندي تبدأ في لحظات أحس خلالها أني أريد أن اكتب ... لكن عندما يرخي الليل سدوله، اكتشف أني لعبة بين هدوء وسكون الليل، وأنا طبعا أهوى كتابة قصائدي في أواخر الليل.
المشاركة في بعض المهرجانات والمسابقات بمدينة طنجة والنواحي. ماذا أضافت لك؟
أولا، المشاركة في حد ذاتها قيمة معنوية وتشجيع مباشر من الجمهور له مفعوله الخاص على أي شاعر واعد، وأول مشاركة لي كانت في المهرجان الجهوي للسينما والشعر، وبالإضافة إلى الاستضافة الإذاعية مع الأستاذ حميد النقراشي بإذاعة طنجة، الذي أكن له كل التقدير والاحترام، وكم شجعني كثيرا وقال لي بالحرف الواحد: أنني سوف أصبح شاعرة مغربية من الطراز العالي .
أين تجدين نفسك الآن بعد مشاركاتك أمام الجمهور الشعر الغنائي ام الشعر الحر؟
بكل صراحة، القصيدة التي تغنى، والقصيدة العادية، لكل واحدة منهما نكهتها الخاصة، فانا أعيش مثلا إحساس وخيال جميل كلما أهم بالصعود إلى فوق الخشبة لإلقاء قصيدة ما.
الشعر الغنائي اكتشفته من خلال بعض المشاركات الخاصة ووجدت أن له ذوق آخر، ليس مثل الشعر الحر طبعا ، الشعر الغنائي له مميزاته، خاصة وانه قد يتحول إلى أغنية يؤديها مطرب ما .
في هذا الإطار، من تحبين أن يغني لك أشعارك يوما ما؟
بالنسبة لعملي الأول، فقد حصل لي الشرف بعد فوز قصيدتي خلال مسابقة نظمتها إحدى الجمعيات الفنية، بشراكة مع شركة إنتاج عربية، مؤخرا بقصر مولاي احفيض بطنجة، أن يتم إهدائي جائزة أولى كان لها وقع طيب داخل نفسي،ألا وهي أن القصيدة التي تقدمت بها سوف تغنيها الفائزة الأولى بالمسابقة الغنائية المطربة الواعدة " نجوى"، التي تعد من بين الأصوات التي يوجد أمامها مستقبل كبير، أتمنى أيضا من أي فنان أن يحس بشعري وبقصائدي التي أؤديها واكتبها، قبل أن يغنيها، وبالمناسبة أتمنى يوما أن تكون الفنانة الطنجاوية القادمة نمن الشرق "ريم" صاحبة الصوت الجميل من بين الفنانين الذين سوف يطربون الجمهور بإحدى قصائدي الشعرية.
أصيلة تحتضن ككل عام مهرجان ثقافي، كوثر حضورك في هذا الملتقى العربي، هل يعد مفاجأة ليك؟
للإشارة لدي مفاجأة في هذا الشأن، فقريبا تعاملت مع الأستاذ والموسيقي الشاب "يونس فخار" الذي سيلحن لي أغنية تتحدث عن أصيلةالمدينة الرقيقة الجميلة، والتي سوف أقدمها كهدية خاص خلال مهرجان أصيلة الثقافي قريبا بحول الله .
من هو العنوان الذي ستختارينه لأول ديوانك الشعري؟
صراحة فكرت مليا، لكن لنتركها مفاجئة للجمهور وللقارئ.
الحزن عند كوثر؟
"تصمت قليلا"..... الحزن حزن وأحيانا عذاب... وهو أصعب شيء في الحياة، تأثرت كثيرا لوفاة والدي يوم 20 فبراير. الحزن أضحى في الوقت الحالي اعز أصدقائي.
الإحساس بالحب؟
أحب والدتي وكل أصدقائي وكل من يساندني في السراء والضراء وكال من يشجعني في رحلتي الشعرية المستمرة.
هل تحبين أن توجه إليك الانتقادات من طرف من هم اكبر منك سنا وتجربة؟
طبعا انتقادي يعد بمثابة شرف كبير لي ونبراس قد ينير طريقي نحو الشهرة، بالنسبة لي الأستاذ محمد الاشرقي من بين الناس الذين أكن لهم صداقة ومحبة نظير توجيهاته الكبيرة لي في مساري الشعري ، أحيانا، أحب كثيرا الانتقادات التي لها مفعول ايجابي على مسيرتي .
لو خيروك، من تختارين: مصممة، إذاعية، أم شاعرة؟
طبعا سوف اختار أن أصبح شاعرة.
كلمة أخيرة...
أشكركم، واشكر كل القائمين على هذا الموقع العالمي الذي ذاع صيته، انه صوت من لا صوت له بطنجة؟ وأهديكم وللقراء بالمناسبة هذه الكلمات: تحياتي تحياتي لكل الناس تحياتي لكل من أحب إبداعاتي تحياتي لكل الناس لكل من استمع إلى كلماتي تحياتي.........