– و م ع: يشكل مشروع المركز الاستشفائي الجامعي بمدينة طنجة، الذي أشرف الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء، بالجماعة الحضرية جزناية (عمالة طنجة - أصيلة)، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجازه، لبنة إضافية في تطوير البنيات الاستشفائية على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، من أجل تعزيز خدمات القرب من المواطنين، وهو ما يجسد العناية الملكية الموصولة بقطاع الصحة كإحدى الركائز الأساسية لتكريس قيم المواطنة وتحقيق التنمية البشرية الشاملة. ويعتبر المركز الاستشفائي الجامعي بطنجة، الذي سيمتد على مساحة إجمالية قدرها 23 هكتار (منها 89 ألف و72 متر مربع مغطاة)، مشروعا يكتسي أهمية كبرى بالنظر لحجمه وللاستثمارات التي رصدت له والتي بلغت 33ر2 مليار درهم، ممولة من طرف الصندوق القطري للتنمية. كما يعد المركز الاستشفائي الجامعي بطنجة، الذي تقدر طاقته الاستيعابية ب771 سريرا، مشروعا مرجعيا من الجيل الثالث، ليس فقط على المستوى الجهوي بل الوطني أيضا، لما سيتوفر عليه من تجهيزات ومعدات طبية حديثة، ومن أقطاب للتميز ستجعله في طليعة المؤسسات الاستشفائية بالمغرب. ومن أهم أقطاب التميز التي سيوفرها المركز الاستشفائي الجامعي بطنجة، القطب الخاص بالحروق البليغة، حيث تعاني الجهة من نقص في هذا المجال، وتعزيز المستعجلات في شقيها الاستشفائي وما قبل الاستشفائي، حيث سيتوفر المركز على وحدات استعجالية متطورة ومروحيات طبية للنقل الصحي ومحطة لاستقبال هذه المروحيات. كما سيتوفر المشروع على قطب للتميز خاص بالتطبيب عن بعد، ومركز للمحاكاة جد متطور سيمكن جميع المهنيين، الذين سيشتغلون بالمركز الاستشفائي الجامعي بطنجة، من التدرب على الأجزاء المشخصة قبل القيام بعمليات واقعية. وعلى مستوى التكوين والبحث العلمي، من شأن المركز الاستشفائي الجامعي بمدينة طنجة أن يساهم في الارتقاء بمستوى الموارد البشرية، وتمكينها من مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده مجال العلاجات، والوقاية، والتسيير والحكامة الصحية، طبقا للمعايير الدولية. وسيساهم المركز الاستشفائي الجامعي بمدينة طنجة في تطوير البنيات الاستشفائية وتحسين خدماتها على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وتعزيز خدمات القرب خاصة وأن عددا من المواطنين يضطرون إلى التنقل إلى مدينة الرباط من أجل إجراء فحوصات وعمليات جراحية معقدة. وسيمكن إنجاز المركز الاستشفائي الجامعي لطنجة، الذي ينسجم تمام الانسجام مع أهداف برنامج "طنجة الكبرى" الذي يولي مكانة محورية للنهوض بالقطاع الصحي، إلى جانب كلية الطب والصيدلة، والمركز الجهوي للأنكولوجيا، ومستشفى الأمراض العقلية، من بروز قطب طبي حقيقي للتميز على مستوى المنطقة الشمالية للمملكة. ويعكس مشروع المركز الاستشفائي الجامعي بمدينة طنجة الدينامية المتواصلة التي يشهدها قطاع الصحة في السنوات الأخيرة، بفضل المبادرات والمشاريع التي انخرطت فيها المملكة تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، والتي مكنت من مواجهة مختلف التحديات والإشكاليات التي تواجه المنظومة الصحية بالبلاد ورفع تحدي القرب والجودة.