افتتحت فرقة الجمعية الفنية والثقافية "الفن الأصيل"، القادمة من مدينة القليعة الجزائرية، مساء الجمعة بطنجة، فعاليات الدورة السابعة والعشرين للمهرجان الدولي للموسيقى. وقدمت الفرقة الجزائرية، المكونة من مجموعة من الشابات والشباب في أواسط العمر برئاسة الفنان محمد بن لجرب، 15 وصلة من الطرب الأندلسي الغرناطي أمام ثلة من عشاق الطرب العربي الأصيل، الذين حجوا إلى المركز الثقافي أحد بوكماخ بطنجة، الذي يحتضن فعاليات المهرجان على مدى يومين. وتعمل جمعية "الفن الأصيل" على إحياء والمحافظة على التراث الموسيقي الأندلسي بمدينة القليعة غرب الجزائر، وهي الحاضرة التي أسسها الأندلسيون، وتناقلت الأجيال المتعاقبة منهم موسيقاهم وغناءهم على مدى قرون. وتواصلت فعاليات السهرة الافتتاحية للمهرجان، الذي تنظمه جمعية هواة الموسيقى العربية بطنجة، بعرض لجمعية رياض الطرب للموسيقى والسماع الصوفي برئاسة الأستاذ سعيد بلقاضي، والتي قدمت موشحات ووصلات أندلسية تنهل من أصول مدرسة طرب الآلة بطنجة. وفي مزاوجة بين التراث الموسيقي بضفتي المتوسط، سيكون الجمهور الطنجي مساء اليوم السبت على موعد مع سهرة لفرقة "لاس ترانسبارنسياس" لفن الفلامينكو القادمة من مدينة إشبيلية، برئاسة الفنان مانولو باراداس. وأكد رئيس جمعية هواة الموسيقى العربية بطنجة، مراد الوزاني، أن هذا المهرجان يعتبر مساهمة من الجمعية في جهود الحفاظ على التراث العربي الأصيل، موضحا أن هذه الجمعية تعتبر أول جمعية تأسست بالمغرب لهذه الغاية، وذلك بتاريخ 27 شتنبر 1957. وشدد على أهمية تظافر جهود مختلف الجمعيات التي تعنى بالموسيقى العربية والأندلسية بطنجة لتنظيم تظاهرة ضخمة تعكس مكانة حاضرة البوغاز في مجال الحفاظ وصيانة الطرب العربي الأصيل. من جانبه، اعتبر مدير المهرجان والكاتب العام للجمعية، سعيد المجاسي، أن برنامج المهرجان يحاول أن يعكس تنوع وغنى التراث الأندلسي العربي الأصيل القادم من ضفتي المتوسط، من خلال استضافة فرق من المغرب والجزائر وإسبانيا، معتبرا أن موسيقى الفلامينكو الإسبانية ذات جذور عربية إشبيلية. وشدد على أن الجمعية، التي راكمت رصيدا يمتد ل 62 سنة من العطاء و 27 دورة من المهرجان، تعمل على إبراز القيمة الحضارية للموسيقى من أصل عربي، خاصة الموسيقى الأندلسية.