– عصام الأحمدي: في استمرار لعاصفة الجدل التي اندلعت مؤخرا على إثر مجموعة من حوادث التحرش والاعتداء على فتيات ونساء، على خلفية طريقتهن في اللباس، في عدد من مناطق المملكة، انضافت فتاة أخرى، إلى قائمة هذه المضايقات، أثناء وجودها بكورنيش"ّمالاباطا" بمدينة طنجة. وأظهر شريط شريط فيديو، تم تصويره بطريقة الهواة، قيام مجموعة من المراهقين، بمحاصرة الفتاة التي كانت مرفوقة بطفلة صغيرة، وهم يوجهون إليها وابلا من الشتئم وعبارات تحرش، وصل بعضها إلى درجة الكلام "الفاحش". واستنادا إلى مقطع الشريط الملتقط عقب انصرام جمع لمتابعي سهرة غنائية بساحة "مالاباطا" ليلة الأحد الماضي، فإن فإن لباس الفتاة الضحية، كان هو موضوع "نقمة" المتحرشين والمعتدين عليها، حيث كانت ترتدي فستانا، وصفه المتحرشون بانه فاضح ومخل بالحياء. وامتدت أيادي بعض هؤلاء المراهقين، كما يظهر في الشريط، إلى درجة محاولتهم تمزيق ثيابها وتعريتها، بينما ظلت تصرخ وتستغيث، وهي تتمسك بحقيبتها اليدوية وبالطفلة الصغيرة التي كانت برفقتها، قبل أن يتدخل بعض الشباب لإنقاذها من وسط هؤلاء المعتدين. ويبدو أن هذه الحادثة الجديدة، من شانها أن تثير مزيدا من الجدل حول ما بات يعرف ب"حرية اللباس"، خاصة لدى النساء والفتيات، وهو الموضوع الذي أثارته بالدرجة الاولى، واقعة ما عرف إعلاميا ب" صاية فتاتي إنزكان"، وبعده "شورت فتاة آسفي". وإذ ترى فئة عريضة من المجتمع، ان طريقة اللباس لدى كثير من الفتيات والنساء، فيه نوع من الإخلال بالحياء العام، فإن توجهات أخرى، تعتقد أن الفضاء العمومي هو ملك للجميع، ويجب على كل فرد احترام توجهات واختيارات الغير.