بوجه بشوش لم تمنع تجاعيده ارتسام ابتسامة دائمة، تستقبل فاطمة، بشكل يومي عشرات من زبائنها الراغبين في اقتناء حلوى “الغريبية”، التي تعمل على بيعها انطلاقا من مساحة صغيرة في سوق كسبراطا بمدينة طنجة. ومنذ سنوات طويلة، ظلت هذه السيدة المعروفة بين زبنائها بلقب “ماما فاطمة”، وفية لمهنتها في تموين موائد الطنجاويين بحلويات “الغريبية” التي تسهر على إعدادها هي وزوجها، سعيا بذلك لكسب لقمة العيش الحلال. بشكل يومي، تركن فاطمة، عربتها الصغيرة في مساحتها المعتادة عند مدخل سوق كسبراطا، وقد اسصطفت عليها كمية من حلوى “الغريبية” على نحو متناسق يغري الكثير من المارة باقتناء قطعة او قطعتين. لكن رهانها منصب على زبائن اوفياء يشترون كميات متفاوتة لتموين موائدهم بهذه الحلوى الشعبية. تبدأ ماما فاطمة، يومها هي وزوجها، حيث يتولى هذا الاخير مهمة عجن الحلوى في الساعات الأولى من كل يوم، بينما تقوم هي بحملها إلى الفرن ومن ثم إلى السوق، قبل ان يلتحق بها زوجها الذي يشاركها هو ايضا عملية البيع من خلال الطواف في جنبات السوق والاحياء المجاورة، بصينية بها كمية من الحلوى. وتبدي ماما فاطمة افتخارا كبيرا بمستوى جودة بضاعتها وهو ما يدل عليه الاقبال الذي تحظى به حلوى “الغريبية” التي تبيعها. بحسب قولها وتقول هذه السيدة، في بوح لجريدة طنجة 24 الالكترونية، ان الكثير من الاسر الطنجاوية تقتني كميات متفاوتة من هذه الحلوى، لكن خارطة زبنائها تمتد الى خارج الحدود، ويتعلق الامر بأفراد الجالية المغربية في الخارج، الذين يشكلون فئة مهمة من زبنائها عند مقدمهم خلال فصل الصيف. وعلى الرغم من الإقبال الذي تحظى به حلوى “الغريبية” التي تبيعه فاطمة وزوجها، فإن هذه السيدة تؤكد ان ما يجنيانه من خلال عملهما، لا يكاد يفي بمتطلبات الحياة المتزايدة، وتوضح ان نسبة مهمة من المداخيل تذهب أدراج مصاريف الكراء وواجبات الماء والكهرباء، بينما يخصصان الباقي للوفاء بباقي الحاجيات اليومية.