– محمد سعيد أرباط: رغم أن عملية اخلاء المهاجرين السريين من شقق حي العرفان بمنطقة بوخالف التي تمت بنجاح وفي جو سلمي يوم الأربعاء ما قبل الماضي، إلا أن نتائج هذه العملية لم تكن ناجحة بشكل كامل، بل أفضت إلى نتائج عكسية كان وقعها السلبي اكثر من سلبية احتلال المهاجرين لشقق المواطنين بالعرفان. من بين النتائج العكسية والسلبية للعملية، أنها تسببت في فرار المئات من المهاجرين أثناء عملية الاخلاء من منطقة بوخالف إلى مناطق أخرى بطنجة، وأغلبها في وسط المدينة هربا من القبضة الامنية التي ترسلهم بعيدا عن مدينة البوغاز القريبة من أوروبا. ومنذ ذلك اليوم شهدت شوارع المدينة تزايدا ملحوظا لأعداد المهاجرين وهم يتجولون بكل حرية بعد افلاتهم من عملية الاخلاء إلى المدن الداخلية المغربية، كما توجه المئات منهم إلى كنائس طنجة بحثا الحماية، ومن بينها الكنيسة الكبرى، كتدرائية طنجة التي يوجد بها حاليا 250 مهاجرا حسب القس المسؤول بها، سانتياغو أرغيلو. وجود هذه الاعداد الكبيرة من المهاجرين بالكنائس، تسبب في وصول قضيتهم إلى العديد من المنابر الاعلامية الدولية، خاصة الاسبانية، التي نقلت تصريحات المهاجرين بكتدرائية طنجة على لسان القس المذكور، وأشاعوا في تصريحاتهم أن عملية "اخلاء العرفان" شابتها خروقات واعتداءات في حقهم من طرف عناصر الامن المغربي. ولا زالت هذه القضية مرفوقة بهذه الاشاعة تنتشر في اخبار العديد من وسائل الإعلام الدولية، وتصور عملية إخلاء حي العرفان الذي احتلت شققه اعداد كبيرة من المهاجرين السريين منذ أزيد من 3 سنوات، وكأنه طرد لا انساني، رغم أنه لم يكن طردا ولا هم يحزنون، بل أن أعدادا مهمة من المهاجرين بدأت تعود إلى حي العرفان لاستكمال احتلالها السابق للشقق. كما أن عملية نقل المهاجرين السريين من حي العرفان إلى مدن مغربية مختلفة، لم تتم بشكل ناجح على نحو تام، إذ أن أعدادا من المهاجرين تمكنوا من الفرار من حافلات النقل، كما أنه من المتوقع أن يعود المهاجرون "المرحلون" في أقرب وقت إلى طنجة، وكأن المسألة بالتالي مجرد لعبة القط والفأر. اكتظاظ الشوارع بالمهاجرين، وامتلاء الكنائس بآخرين، يعني أن المقاربة الامنية لم تعطي –ولن تعطي- أكلها في حل هذه المشكلة الكبيرة التي تكبر كل يوم، وأن نجاح عملية اخلاء حي العرفان لم يتعدى حي العرفان وحده، في حين أن المشكلة تكبر في طنجة كلها وكل يوم.