– متابعة: سلط مشاركون في لقاء مفتوح بطنجة نهاية الاسبوع الماضي، الضوء عن مفهوم الكتابة الساخرة ومشاكلها في الصحافة المغربية، بحضور أبرز كتابها المغاربة، ويتعلق الامر بعبد الله الدامون الصحفي ومدير نشر جريدة "المساء"، وجمال بدومة رئيس تحرير قناة "فرانس 24"، ورشيد البلغيتي صحفي بموقع "لكم". وتطرق المشاركون الثلاثة في هذا اللقاء الذي أعدته منظمة حريات الاعلام والتعبير "حاتم"، إلى مفهوم الكتابة الساخرة وبدايتها في الصحافة العالمية ثم الصحافة العربية، وبوجه الخصوص في الصحافة المغربية التي تأخر ظهورها بشكل كبير. وفي مداخلته باللقاء، ربط الدامون الكتابة الساخرة بسياق تاريخي، تمثل في ابرازه أن تراث الادب العربي يحتوي على نوع منها، ضاربا المثل بتجربة الشاعر المتنبي بكافور الاخشيدي، وهي التجربة التي خلدتها أشعار المتنبي بنوع من المقاربة الساخرة حسب مدير جريدة المساء. وتمنى الدامون لو ساد القانون الذي كان ساريا في فترة الشعراء العرب كالمتنبي والفرزدق وغيرهما في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن طبيعة الانسان ميالة إلى الترفيه وتنفر من الجدية المفرطة، قبل أن يشدد على ضرورة تحلي الكاتب الساخر بالذكاء في البناء الهادف للكتابة الساخرة، وإلا ستصبح السخرية مجرد تهريج. ومن جانبه، قال الصحفي رشيد البلغيتي أن الكتابة الساخرة تأخر ظهورها ا في المغرب إلى بداية التسعينات، مبرزا انزعاج السلطات المغربية منها، باستحضاره مثال الصحفي علي المرابط الذي حرم من اصدار مجلة ساخرة، ومثال الكاريكاتير خالد كيدار الذي صدر في حقه مؤخرا حكما بالسجن 3 أشهر في قضية "مريبة ". وانتقل جمال بدومة في مداخلته للحديث عن الأستاذ عبد الرفيع الجواهري كأحد رواد الكتابة الساخرة في المغرب، مبرزا قدرته على هذا النوع من الكتابة، والتي يجب أن يتحلى بها الكاتب الساخر القادر على التوليف بين المتناقضات، وقد استشهد بودومة بالمقولة الشهيرة: يمكن أن نضحك من كل شيء ، لكن ليس مع أي كان. وأجمع المتدخلون على ضرورة وجود الكتابة الساخرة لما لها من دور نبيل في تنوير الرأي العام بالاعتماد على الرموز والايحاءات التي توصل الرسائل أحيانا اكثر مما تفعل الكتابة الجادة، مبرزين ضرورة خلق جو ديموقراطي مناسب لها، وحمايتها بكافة الوسائل القانونية على غرار الدول المتقدمة.