– متابعة: بعيون دامعة ومشاعر الحزن وعبارات العزاء، شيعت مدينة طنجة، زوال اليوم، رائد التراث والتاريخ، العالم الراحل عبد الله المرابط الترغي، الذي لبى نداء ربه أمس السبت، عن سن يناهز 71 سنة. وغصت مقبرة "سيدي عمر" بمدينة البوغاز، بمئات من محبي وتلامذة الراحل، يمثلون نخبة المجتمع، الذين قدموا من داخل المدينة وخارجها، لاسيما تطوان وشفشاون والعرائش وغيرها...، خصيصا لتشييع جنازة هذا العلم الشامخ الذي أجمعت شهادات المعزين، على أن رحيله يشكل خسارة للعلم والمعرفة والحضارة برمتها. وبدت معالم التأثر والحزن جليتين على محيا الكثير من المشيعين، وهي المشاعر التي عبرت عنها شهادات مقتضبة لبعض معارف ومحبي الراحل، الذين التقت بهم "طنجة 24"، أثناء مراسيم الجنازة والتي انطلقت من مسجد محمد الخامس. وفي هذا الإطار، عبر المؤرخ رشيد العفاقي، عن تأثره وحزنه لوفاة الراحل عبد الله المرابط الترغي، الذي كان منارة للعلم والمعرفة على مدى سنوات طويلة من حياته، مؤكدا أن هذا الحدث الجلل يشكل خسارة كبيرة. وفي مقابل الحضور المكثف لأعداد غفيرة من رجالات الفكر والثقافة والإعلام من مدينة طنجة وخارجها، لجنازة الراحل الذي يعتبر ذا مكانة علمية مرموقة في شتى المجالات، لم يسجل أي حضور رسمي من طرف مسؤولي طنجة، لاسيما من الجماعة الحضرية والولاية، باستثناء بعض الموظفين الذين حضروا مراسيم جنازة بصفتهم الشخصية وعلاقتهم مع الراحل. ويعتبر العلامة الدكتور عبد الله المرابط الترغي من العلماء البارزين الذين استهواهم التراث المغربي والأندلسي فغاص بين ثناياه منقبا وباحثا ومحققا ودارسا. ولد العلامة عبد الله المرابط الترغي في دار اليعقوبي ب"حومة المصداع" داخل أسوار مدينة تطوان العتيقة سنة 1944. ونشأ في حضن أسرة اشتهرت بحب العلم والاهتمام بالتراث العربي الإسلامي. ألحقه والده العلامة الفقيه محمد بن المفضل المرابط الترغي ب"المسيد" لحفظ القرآن الكريم قبل أن يتابع دراسته الابتدائية و الثانوية بالمعهد الأصيل بتطوان .