نسخط على الأوضاع العامة المزرية التي تعم جميع المرافق العامة الوطنية والمحلية دون استثناء ونلعن في انفسنا المسؤولين الفاسدين وفي دورنا ومنازلنا ومقاهينا وأمام الموائد نحلل الأحداث العالمية سواء الإقليمية أو الدولية ونعطي الحلول للأزمات والنكبات ونقدم طرق الخروج من النفق..لكن أمام قضايانا المحلية أو الوطنية نرى المختلس يسرق المليارات من الميزانية ومن أموال الشعب و الناهب لأراضي الدولة والمستغل لنفوذه من أجل تشييد القصور وبناء المسابح الخاصة للترفيه عن نفسه وعياله وزوجه وخليله وعشيق زوجته وتهريب العملات الصعبة نحو الضفة الأخرى واستقرارها في بنوك سويسرا بأسماء سرية وبهويات مستعارة لتمويه صحافة التحقيق الغربية وليس خوفا من سخافتنا عفوا صحافتنا الوطنية..فنصاب بالبكم والخرس أمام أفعال الذئاب البشرية التي ترتدي رداء الحملان و ينشف ريقنا قبل أن نتفوه بحرف يندد بالأمر ويستنكر الجرم ويشير إلى اللص والمجرم والمهرب.. فحتى مقدم الحي نخشى من التجرأ على وقف تجاوزه عن حده وإلزامه بحدوده فما أدراك بما فوقه سلطة ونفوذا ومالا ونفيرا ورجالا فالأمر أشد وطأة وحرارة وقيظا..فأول خطوة لمحاربة الفساد والتبذير وسوء التدبير هو التخلص من الخوف الداخلي الذي يكبلنا عن المطالبة بحقوقنا والانعتاق من وهم الضعف والهوان وقلة الحيلة والاستسلام أمام المظاهر السلبية السيئة التي تعشش في كل الإدارات والمؤسسات ومرافق الحياة العامة ,لأن الشعب هو الذي يصنع جلاديه وطغاته. وفي الأخير متى نقوم بأشياء صغيرة تبدو بسيطة لكنها منظمة وبإمكانها إحداث التغيير نحو الأفضل واختراق منظومة الفساد والاستبداد..ويكون الأمر أفضل من الكلام الكثير في دورنا المغلقة وفي تجمعاتنا مع الأصدقاء وفي نقاشاتنا العقيمة في المقاهي والمنتديات الخاصة والمواقع الإلكترونية و على صفحات التواصل الاجتماعي مثل ما أقوم به الان للأسف؟