–سعيد الشنتوف: تعيش مجموعة من أحياء وأزقة مدينة طنجة، وسط ظلام دامس، عند حلول فترة المساء، جراء خلل في منظومة الإنارة العمومية بالمنطقة، على نحو حول أزقة أحيائها إلى فضاءات تعج بالأخطار الأمنية المختلفة. وأكد مواطنون من سكان أحياء "السقاية" و"بن يدر" "ودار بارود" و"جنان قبطان" إلى جانب أحياء بمقاطعة السواني، أن أزقة أحيائهم لم ترى أنوار خدمات الإنارة العمومية، منذ أزيد من أسبوع، بعد أن طالتها أعطاب تقنية تسببت في إغراق هذه الأحياء وسط ظلام دامس، مما يجعل تواجد المواطنين بأحد هذه الأحياء محفوفا بالخطر. وأوضح المتحدثون في تصريحات متطابقة لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أن شكاياتهم واتصالاتهم الهاتفية بالمصالح الجماعية، لم تنفع في دفع المسؤولين إلى القيام بأي تدخل من شأنه أن يصلح هذه الأعطاب. وأضافوا، أن الوضع الأمني في هذه الأحياء، بات مقلقا لدرجة خطيرة، بعدما استفحل نشاط المنحرفين وقطاع الطرق، الذين وجدوا في هذه الأزقة المظلمة ملاذا ومنطلقا لممارسة مختلف السلوكات والاعمال الإجرامية. من جهته، أكد مصدر أمني، أن مصالح الأمن، بدورها طالبت المصالح الجماعية للتدخل لوضع حد لهذه الاعطاب التقنية في شبكة الإنارة العمومية، التي ساهمت في رفع معدل الجريمة بأحياء المدينة العتيقة. مشيرا إلى أن الظلام الدامس في مختلف الأحياء، صعب مهمة العناصر الأمنية في ملاحقة المجرمين، الذين يلوذون وراء الظلمة الحالكة. وشدد نفس المصدر الذي طلب عدم تسمية هويته، أن الجهود الأمنية متواصلة على كافة المستويات، في محاربة الجريمة بكل أشكالها. وسبق لعمدة مدينة طنجة، فؤاد العماري، أن تعهد بالعمل على تجاوز المشاكل الحاصلة في مرفق الإنارة العمومية، في القريب العاجل، في أفق تجاوزها بشكل نهائي. حيث كشف عن مخطط لتوحيد الإنارة العمومية بين الشوارع الرئيسية وبين مختلف الأحياء في مدينة طنجة، وذلك من خلال برنامج وصفه بأنه "كبير ومهم"، ويشمل مختلف مناحي مدينة طنجة على أساس توحيد هوية المدينة من خلال الإنارة العمومية. وتتزامن العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية، حسب العديد من المواطنين، بالإضافة إلى غياب الدور الكافي للأجهزة الأمنية، مع توقف شبكة الإنارة العمومية، عن إمداد العديد من هذه المناطق بخدماتها. ويسجل المواطنون باستياء كبير، استفحال مجموعة من الظواهر اللاأخلاقية في العديد من الفضاءات والساحات العامة، مثل شاطئ المدينة، الذي جعل منه الظلام الدامس الذي يخيم عليه مع الساعات الأولى من كل مساء، إلى مرتع لمختلف أنواع الانحرافات والظواهر المخلة بالحياء العام.