– محسن الصمدي: بعكس التفاؤل الذي تبديه الدوائر الرسمية، بشان تطور القطاع السياحي في مدينة طنجة، كشفت تقارير اقتصادية حديثة أن عاصمة البوغاز لم تعد تلك الوجهة المفضلة للسياح، بعدما فقدت جزءا كبير من جاذبيتها السياحية، خصوصا في فترة الشتاء التي تصادف بداية السنة الميلادية الجديدة، والتي دأب الكثيرون على الإحتفال بها في الفنادق والعلب الليلية المتواجدة بطنجة. وأكد تقرير نشرته يومية "ليكونوميست"، أن مدينة طنجة لم تعد ترقى إلى مستوى تطلعات السياح المغاربة والأجانب، وذلك راجع لكون المنتوج المقدم هو نفسه منذ سنين، ولم يتم تحسينه ولا تجديده، الأمر الذي خلق حالة من الملل دفعت السياح إلى إختيار أماكن أخرى لقضاء عطلة رأس السنة. وأضاف التقرير ذاته، أن الاسباب الحقيقية وراء عزوف السياح عن القدوم إلى طنجة في هذه الفترة، هي ندرة المرافق الترفيهية التي تعتبر الوجهة الأولى لهؤلاء الزائرين، بالإضافة إلى غياب إشهار في المستوى من طرف المؤسسات الفندقية والعلب الليلية، وكذا إرتفاع تكلفة قضاء ليلة بهذه الفنادق بالمقارنة مع مدن أخرى بالجارة الإسبانية (ما بين 1400 و 1800 درهم للشخص في الليلة)، وسوء الأحوال الجوية التي تعرفها المدينة في هذا الفصل. وأوضح المصدر، أن السياح اللذين إعتادوا على القدوم إلى طنجة فضلوا قضاء هذه العطلة في مجموعة من المدن الأخرى، من أبرزها مراكش وأكادير، بالإضافة إلى جنوب إسبانيا وبالضبط منطقة "كوستا ديل سول". وعرفت مدينة طنجة، خلال مناسبة احتفالات رأس السنة الميلادية، تراجعا حادا في نسبة الإقبال على المؤسسات السياحية، بحيث لم تتجاوز نسبة طلبات الحجوزات 32 في المائة، وهي أضعف نسب يتم تسجيلها خلال السنوات الأخيرة، التي كانت نسبة الحجوزات رأس السنة، تفوق خلالها 90 في المائة. ولم تنفع محاولات قامت بها بعض هذه المنشآت السياحية، مثل الإعلان عن عروض تفضيلية، في استقطاب طلبات جديدة لتدارك هذا الضعف في الإقبال عليها، بينما أصرت مؤسسات سياحية أخرى على الإبقاء على نفس التسعيرة المعتادة، بالرغم من ضعف الإقبال. وتقول وزارة السياحة، أن مدن طنجة وتطوان وشفشاون والعرائش، تعرف حاليا في اطار المخطط الجهوي للسياحة انجاز العديد من المشاريع ستعزز بنية الاستقطاب السياحي بنحو 29 الف سرير، لبلوغ طاقة ايوائية تبلغ 40 ألف سرير في افق 2020.