الساعة تشير الى الواحدة بعد الزوال، استفاقوا ، دوَّشوا وترنّحوا الى مطعم الفندق لتناول وجبة الفطور، لا احد يبالي للورقة الملصقة على الجدار والتى تخبر النزلاء الكرام ان اخر موعد للفطور هو الساعة العاشرة، المناسبة استثنائية والزوار استثنائيون انهم ضيوف "راس العام" على "الطيراسا" المشمسة في الجانب القريب من المسبح يتبادلون نظرات ممزوجة بابتسامة حلوة و ماكرة، ابتسامة تحكي كل شيء عن ليلة صاخبة كان فيها الطايح اكثر من الطايح لان "الكل كان طايح"... السيدة الاربعينية التي صادفت، في صباح الامس، الشاب الأنيق في المصعد والذي حياها بأدب "بونجور مدام" وجدت الفرصة سانحة خلال السهرة لكي تتربص به و تلاعبه ولم تكف عن مناداته طوال الليل " وافين ا بونجور مدام " تتبعها بقهقهات وضحك لا ينتهي .. الرجل الذي بدا كئيبا وهو يقوم باجراءات "التشيك إن " والذي كان كلامه مركزا ومحدودا أصبح بفعل المنشطات الروحية أشبه بمنظم حفلات لا يكف عن السلام على من يعرف ومن لا يعرف داعيا الجميع الى مشاركته رقصات غريبة اذا حدث ورُسمت على شكل لوحة فنية تشكيلية فلن يسبر أغوارها ويفقه معناها الا الراسخون في الطب النفسي تخصص قسم العقد، خصوصا رقصته على أغنية " اه يادنيا"... اما عندما اطلق الديجي احدى أغاني الثمانينات ل بونيم فأحسن ما قام الآخرون هو اخلاء لابيست لان صاحبنا حمل بيده كراطة دورة المياه وقام بحركات اقرب الى الكراطي منها الى الرقص !! قبل ان يتقدم اليه الگارد محاولين نزع الكراطة من بين يديه، ولكن هيهات "الا الكراطة!! واش غير أجي وحْيد الكراطة"، هكذا كان يصرخ : وخا يجي اكبر مسؤول ماغديش يْحيد ليا الكراطة !! وبنبرة حزينة قال : الكراطة اليوم هي اللي كتحْيد اكبر مسؤول "!! توارى حينها الگارد الى الخلف بأمر من رئيسهم .. ليستنتج كل من بالقاعة سبب كآبته عند مضيفي الاستقبال. انها فقط ليلة ماقبل راس العام، الليلة الكبيرة لازال الاستعداد لها جاريا، حركة دؤوبة تعم الارجاء رغم التعب والإرهاق الكل يستعد لاحياء ليلة "رقص السنة " انظر انها فتيحة المنور تقول عاملة النظافة الرشيقة!! وحتا نت راك منورة؛ يجيبها العجوز السبعيني بصوت مبحوح لا يكاد يسمع، لم يخلد بعد للنوم جاء الى المطعم يبحث عن مشروب "صوفت" بعد ان خربت المشروبات "الهارد"جوفه و قنواته الهضمية. اجواء الاحتفال تكون حميمية الابتسامة تعلو محيا الجميع، الصف طويل امام "خدمة المكواة" سيدات يحملن فساتين السهرة "الفاشن"...لا يهم الثمن هناك دائماً من يدفع بسخاء المهم ان يكونوا في كامل الاناقة والشياكة وهن يصرخن عشرة تسعة ثمانية بالفرنسية او الاسبانية او الانجليزية، العربية لا تصلح في هذه المناسبات فنحن على اعتاب عام جديد عام النصارى كما يحتفل به جل المسلمين.