– محسن الصمدي: تنتظر الجماهير الرياضية بمدينة طنجة بفارغ الصبر حلول السنة الجديدة، فالجميع يعلق الأمال على هذه الأخيرة من أجل القدوم بفرحة إنتظرها هؤلاء لسنوات، فمع سلسلة النتائج الإيجابية التي يحققها الفريق الطنجي في الموسم الحالي وبتربعه على عرش بطولة القسم الوطني الثاني بفارق كبير عن أقرب مطارديه، أصبح من شبه المؤكد أن أبناء البوغاز سينافسون هذه السنة على الصعود والعودة إلى قسم الأضواء. وبما أن هذه السنة تميزت بلحظات مميزة على الصعيد الرياضي حملت في طياتها أفراحا وأحزانا، وأننا على على بعد أيام قليلة من توديعها، إرتأينا تقديم مجموعة من المحطات التي بصمت في ذاكرة سكان المدينة على المستوى الرياضي وساهمت في ترسيخ مبدأ حب الطنجاويين للرياضة. "عقلية هرقلية أعادت الهيبة الطنجاوية" جماهير إتحاد طنجة كانت أبرز ما يمكن أن نذكره خلال هذه السنة، فالمباريات التي إحتضنتها المدينة كانت تشهد دخول أعداد غفيرة من المتفرجين، حققوا من خلالها أرقاما قياسية لم يسبق للكرة الوطنية أن شاهدتها في القسم الوطني الثاني، بالإضافة إلى رفعها للوحات تشجيعية صنفت من بين الأفضل عالميا، فمع إعتماد فصيل إلترا هيركوليس لطريقة جديدة في التشجيع أسموها " العقلية الإسلامية "، والتي تنبذ جميع أشكال العنف وترحب بالتشجيع اللائق والمستمر، تمكنت هذه المجموعة من كسب الرهان وإقناع الجماهير بالعودة إلى المدرجات، فبعد قطيعة لسنوات كنا نشهد فيها الملعب خاليا من العائلات ومقتصرا فقط على الشباب، تمكن هؤلاء من إستمالة هذه الفئة مجددا وتشجيعها على التدفئة المدرجات مرة أخرى، الأمر الذي إنعكس على أداء الفريق ومكنه من إحتلال الرتبة الثالثة في سلم الترتيب خلال الموسم الماضي، والمركز الأول إلى حين كتابة هذه السطور في الموسم الحالي، وهي ما أسماها البعض بعودة "الهيبة" الطنجاوية من جديد. مشاريع تنموية لدعم الرياضة المحلية شهدت سنة 2014 إعطاء الإنطلاقة لمجموعة من المشاريع الرياضية الرامية لتأهيل المدينة وجعلها متماشية مع أهداف مشروع طنجة الكبرى، حيث قام الملك محمد السادس بإطلاق أوراش إنجاز قرية رياضية بمواصفات عالمية بمنطقة الزياتن، والتي تضم إنجاز مركب لكرة المضرب، ومسبح أولمبي، وملعب لكرة القدم، بالإضافة إلى قاعات مغطاة متعددة الاختصاصات، وملاعب للكرة المستطيلة وكرة السلة والكرة الطائرة والكرة الحديدية، وثانوية رياضية و مضمار للجري، وفندقين، ومصحة رياضية، ومنطقة ترفيهية تضم متجرا مخصصا حصريا للوازم الرياضية. و ستتيح القرية، التي ستنجز على مساحة 74 هكتارا، تنمية الملكات الرياضية لدى الأطفال والشباب، ومحاربة جنوح الأحداث، وتحقيق الاندماج السوسيو- رياضي للساكنة المستهدفة، وذلك من خلال ضمان ولوج أوسع للتجهيزات والخدمات الأساسية ذات الجودة، كما من شأنه إحداث دينامية وحركية رياضية بالمنطقة التي تعج بمواهب رياضية كانت في أمس الحاجة لهذا المشروع الهام لصقل مهاراتها في مختلف الأصناف الرياضية. إندماج مؤقت لإنقاذ ماء الوجه رغم الأجواء الحماسية التي يخلقها الجماهير في كل مباراة، إلا أن المكتب المسير لفرع كرة السلة بإتحاد طنجة كان يسير عكس التيار، ما تسبب في خلق مشاكل كثيرة للفريق جعله في أسوء حالاته خلال 2014، الأمر الذي إستوجب معه إيجاد حلول لتجاوز هذه الكبوة، وإستدعى تشكيل فريق جديد ستكون من إتحاد طنجة ونهضة طنجة حمل شعار فريق قوي واحد لتمثيل مدينة طنجة في البطولة الوطنية لكرة السلة. فقد إتفق الناديين على أن المولود الجديد الذي سيمثل كرة السلة الطنجاوية في البطولة الوطنية، سيحمل إسم إتحاد نهضة طنجة وسيسيره مكتب مشترك، بهدف التغلب على المشاكل التي عصفت بالإتحاد، وهو ما يمكننا إعتباره نقطة إيجابية وسلبية في الوقت ذاته بصمت في السنة الرياضية التي إقترب موعد رحيلها. كسكسو، إتحاد طنجة الأندلس، وأخرون ... طنجة معروفة بعشقها الكبير للكرة القدم والسلة ورياضات أخرى قليلة، إلا أنها لم تكن تولي بعض المنافسات المتعلقة بفنون الحرب إهتماما، لكن بعد بروز أسماء منتمية لمدينة البوغاز ورفعت الراية المغربية في محافل دولية، توجهت بوصلة المتتبعين قليلا إليهم، فقد تمكن الرياضي رضوان كسكو خلال سنة 2014 من تحقيق العديد من الألقاب الدولية من أبرزها حصوله على ذهبية الدوري العالمي المفتوح المقام بمدينة أمستردام الهولندية، حيث استطاع رضوان في هذا الملتقى أن يقارع الكبار المنافسين في ست مواجهات خرج فيها منتصرا بالإضافة إلى تغلبه في النهاية على بطل نمساوي إحتكر هذه البطولة منذ سنين طويلة. كما واصل خلال هذه السنة فريق إتحاد طنجة الأندلس للتايكوندو مهمته في تشريف صورة المدينة في المحافل العالمية، حيث شارك في عدة ملتقيات بكل من تونس والغابون بالإضافة إلى بعض العواصم الأوروبية، تمكنوا خلالها من فرض أسلوبهم الفريد الذي أتحف الجميع وجعلهم في مصاف الفرق الأفضل على المستوى العالمي. بالإضافة إلى الإسمين السابقين، نجد فريق نهضة طنجة للكريكيت الذي تمكن من تحقيق درع البطولة الوطنية لرياضة الكريكيت بعد مستوى عالي أبان عنه طيلة أطوار المنافسات، الأمر الذي جعله يستحق اللقب عن جدارة وإستحقاق. سنة 2014 تقارب على الإنتهاء، ستذهب وتخلف من وراءها هذه الذكريات، ليبقى الأمل معلقا على السنة القادمة علها تأتي بالأفراح وتعيد البهجة إلى المدرجات الرياضية، وتكون فاتحة خير على جميع القطاعات المرتبطة بالرياضة بمدينة طنجة.