– متابعة (دار الشاوي): رسم مسؤولون إقليميون وشباب جمعويون بعمالة طنجةاصيلة، صورة قاتمة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالعالم القروي، خلال أشغال ملتقى مفتوح نظمته فعاليات جمعوية بجماعة دار الشاوي، حول موضوع "الشباب وإشكالية التنمية في العالم القروي". وبسط المشاركون في هذا الملتقى الذي نظمته أمس الأحد، جمعيات شبابية ناشطة بعمالة طنجةأصيلة، جملة من المشاكل التي يعاني منها شباب العالم القروي، في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية، على غرار التعليم والشغل والعمل الثقافي، وغيرها، مطالبين باهتمام أكبر من طرف المؤسسات العمومية والخصوصية لمختلف التحديات والاكراهات التي تواجههم. وفي هذا الإطار، سجل عماد الدين بنوه، رئيس جمعية بناة الغد، وجود عزوف كبير في صفوف شباب العالم القروي، الذي يمثل نسبة 40 في المائة من مجموع سكان المغرب، عن العمل السياسي والجمعوي، بسبب حالة الإحباط السائدة في أوسط هذه الشريحة الاجتماعية، جراء حالة الهشاشة والتهميش التي تعاني منها معظم المناطق القروية. وأبرز بنوه، خلال مداخلته التي خصصها للجانب المتعلق بدور العمل الجمعوي التطوعي في تأطير الشباب القروي، أن العمل التطوعي في إطاره الجمعوي، يشكل مجالا لنقل شباب هذه المناطق من حالة الإحباط إلى حالة أخرى، يكون خلالها جزءا من الحلول عبر المشاركة الفعالة في مخططات التنمية والتوعية، داعيا الشباب إلى الإيمان بفكرة العمل الجمعوي وبنجاعتها، وعدم اعتبارها مضيعة للوقت. كما دعا الفاعل الجمعوي الشاب، السلطات المسؤولة والجهات المنتخبة، إلى إيلاء اهتمام أكبر بمشاكل شباب العالم القروي، عبر توفير فرص التكوين في مختلف المجالات، من أجل تحفيزهم وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في تنمية محيطهم القروي. وفي نفس السياق، دعا ياسين إصبويا، المنسق الوطني العام المتوسطي للشباب بالمغرب، الشباب المنحدرين من العالم القروي، الذين تمكنوا من إثبات ذواتهم، إلى المساهمة ي تنمية مناطقهم، ومساعدة نظرائهم في القرى على الانخراط الفعال في مختلف المبادرات التنموية الهادفة إلى التخفيف من وضعية العزلة والهشاشة. وانتقد إصبويا، بعض الفعاليات الحزبية في بعض القرى المغربية، التي حولت إطارتها السياسية إلى تجمعات عائلية منغلقة لا تهتم غلا بمصالح أفرادها، في مقابل إهمال الوضع الاجتماعي والاقتصادي في هذه المناطق بشكل كبير. وذهبت باقي التدخلات إلى رصد إمكانات ومؤهلات المناطق القروية، مثل مداخلة النائب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بعمالة طنجةأصيلة، أحمد النخيلي، الذي اعترف بوجود قصور استراتيجي في السياسات الرامية غلى تنمية العالم العالم القروين مسجلا وجود إمكانيات بنيوية مهمة لفائدة الشباب، غير انها تظل غير كافية. اما لطيفة الوراكي، عن مكتب التشغيل والتكوين المهني، فرات أن نسبة كبيرة من شباب العالم القروي، يفتقرون إلى الكفاءة الضرورية للاندماج في مجموعة من القطاعات والمشاريع الاقتصادية التي تعرفها المنطقة، داعية الشباب القروي إلى الإقبال على مراكز التكوين المهني بالإقليم، التي قالت إن خريجيها يمثلون نسبا كبيرة من اليد العاملة التي نجحت في الإندماج في سوق الشغل في مختلف القطاعات الاقتصادية. وطالب سعيد الزلال، رئيس جماعة دار الشاوي، بتسهيل شباب المناطق القروية، إلى فرص التكوين في القطاعات الصناعية، التي ستشكل قرى إقليمطنجةأصيلة، فضاءا خصبا لها في المستقبل القريب، بفعل الدينامية الاقتصادية التي تعرفها العمالة والجهة.