حمزة الترباوي(*): تصفيقات حارة، تشويق وإثارة، إقصائيات، توتر، ثم يصعد الفائز إلى المنصة ليتلقى الجائزة تحت هدير الهتاف والتشجيع، الحديث هنا ليس عن برنامج موسيقي من برامج تلفزيون الواقع، بل عن مسابقة ستارتب ويكند، "نهاية أسبوع المقاولات الناشئة"، حيث يجتمع شباب مغاربة بأفكار تحولهم إلى رواد أعمال مؤثرين. بين البارح واليوم قرر نوفل شامة يوما تقريب عالم الأعمال من الشباب عن طريق هذه التظاهرة، "الأمر كان بالغ التأثير"، يقول شامة'نظمنا أول حدث قبل سنتين في الدارالبيضاء، بحضور ثمانين مشاركا، وكم كانت فرحتي غامرة وأنا أشاهد ميلاد أول مقاولتين شابتين من رحم نموذج أولي وخطة عمل تم تصميمها في المسابقة'، و"هكذا تكونت أول نواة لحدث ستارتاب ويكند'. اليوم يتعلق الأمر بجولة شهرية بين المدن المغربية يحضرها 300متابع، 150مشاركا، و12خبيرا. ككل العالم ينظم الحدث في المغرب أسوة بعدة دول، وفي كل دولة نفس السيناريو يتكرر: إلى المنصة يتقدم حامل فكرة، يتحدث عنها بحماس، يتقدم من الجمهور من يتبناها وينظم إلى القائد حامل الفكرة، وما يلبث أن يمتلك الأخير فريقه المكون من مصممين ومعلوماتيين ومسوقين ومدراء وشغوفين، حسب الحاجة. و تبدأ بعد هذا مرحلة الجد، انطلاقا من كتابة خطة العمل وانتهاء بإنتاج نموذج أولي، وكل هذا تحت إشراف مستشارين من الخبراء، وتحت ضغط الوقت، فأمامهم 54 ساعة بين الجمعة والأحد لإنهاء كل ذلك، لتكون الكلمة في النهاية للجنة الحكم لتحسم من سيفوز بالجائزة المالية ودعما معرفيا. تغيرت حياتي تغيرت حياة عدد من المشاركين بعد هذه التجربة، منهم ياسين عريش، صاحب مشروع لإيجاد العمل باستعمال إشعارات الهاتف النقال. يقول ياسين أن'المسابقة غيرت الطريقة التي أتعامل بها مع أفكاري، والتي لطالما جعلتها حبيسة مخيلتي فقط، بل وسجينة مخاوف الفشل والتردد، والشيئ المهم هو تواصلي مع مجموعة من الشباب نتقاسم نفس الميول، وأيضا منحتني فرصة للتحدث مع مستثمرين، وهذا يمنح فرصة لخدمة مشروعي والتقدم به ، ولو لم أشارك في المسابقة لأُقبرت تلك الفكرة كما فعلت ذلك مع عدة أفكار قمت بوأدها نظرا لعدم وجود أرضية تجعلها تنمو'.