طرح قرار الخطوط الجوية الملكية بتقليص عدد الرحلات الجوية التي تربط مطار طنجة الدولي "ابن بطوطة" بمجموعة من العواصم والمدن الأوربية، الكثير من التساؤلات حول خلفياته الحقيقية، والنتائج المترتبة عنه... شركة بنهيمة اعتبرت أن هذا القرار يندرج في سياق ضبط التوازنات المالية والتخفيف من الأعباء والتكاليف!... هل يعقل بدعوى التحكم في التكاليف، أن يتم حذف 13 رحلة جوية أسبوعيا عن مدينة طنجة، المدينة التي يراهن عليها ملك البلاد لتصبح قطبا حضريا غير مسبوق بالحوض الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط؟... كيف يقبل مسؤولو المدينة ومنتخبيها أن يتم الإبقاء على رحلة واحدة من طنجة إلى بروكسيل عوض ثلاث رحلات، نفس القرار شمل أيضا وجهة طنجةأمستردام، فيما تم تقليص عدد الرحلات من طنجةباريس إلى رحلتين عوض أربع رحلات، في حين تقرر حذف جميع الرحلات التي كانت تربط طنجة ببرشلونة )03( رحلات، ومدريد ولندن رحلتين لكل منهما؟!!... وحدها رئاسة غرفة التجارة والصناعة من تحملت المسؤولية، وأصدرت بيانا صريحا وواضحا عبرت فيه عن موقفها، بإسمها ونيابة عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب ( فرع الشمال)، جمعية المنطقة الصناعية AZIT ) (، جمعية المنطقة الصناعية المجد، جمعية المنطقة الصناعية لاكزناية، الجمعية المغربية النسيج والملابس الجاهزة AMITH ( فرع الشمال)، جمعية وكالات الأسفار، وعموم الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين بطنجة... رئاسة الغرفة عبرت بصريح العبارة عن استيائها وتنديدها بقرار الخطوط الملكية الجوية، معتبرة أنه في الوقت الذي كان الجميع ينتظر الرفع من عدد الرحلات الجوية التي تربط طنجة بالعالم الخارجي، انسجاما مع الدينامية الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها المنطقة، ولدعم الاستثمار بها والرفع من تنافسيتها، يأتي هذا القرار المشؤوم ليشكل ضربة قاضية لمستقبل المدينة، محذرة من العواقب الوخيمة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية وصعوبة كسب رهان التنافسية وولوج الأسواق التجارية العالمية، مما ينذر بأزمة وشيكة قد تطال حتى استثمارات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مثلما قد تشكل خيبة أمل لرهان القطاع السياحي الذي تجسده رؤية 2020. على النقيض من ذلك لم نسمع لمجلس المدينة، بأغلبيته ومعارضته، لا حس ولا خبر... وكأن هذا القرار لا يعنيهم في شيئ... وكأنه لا يستهدف مصالح المدينة وساكنتها!!... هم منشغلون جميعهم من دون استثناء في تحضير التحالفات استعدادا لمحطة 2015، ولا يهمهم في شيئ إن كانت طنجة تتعرض للمؤامرة... لكن الفضيحة الكبرى، هي الموقف المتخاذل للوزير الطنجاوي، السي محمد نجيب بوليف الوزير الوصي على القطاع، الذي اختار الارتكان إلى الصمت، وكأن لا سلطة له على الخطوط الملكية الجوية... وكأنه ليس طنجاويا، ويفترض فيه أن ينتفض للدفاع عن طنجة كلما تم استهداف مصالحها... هو يعرف جيدا الدينامية الاقتصادية التي تعيش على إيقاعها المدينة... مثلما يعلم أيضا ما لي حركية التنقل، من تأثير على تحسين جاذبية أي منطقة أو مدينة تراهن على الاستثمار... هل نعتبر هذا الموقف خيانة لساكنة مدينة وثقت فيه، ووهبته آلاف الأصوات، ونصبته زعيما ووزيرا؟... نترك الجواب لكم... هناك عدة مؤشرات تفيد بكون طنجة تتعرض اليوم لمؤامرة تستهدف كبح جماح هاته الانطلاقة الاقتصادية التي يرعاها عاهل البلاد... هناك من يزعجه أن طنجة حباها الله بموقع جغرافي استراتيجي، موقع جعل منها نقطة جذب تغري كبار المستثمرين العالميين.... كان عائقها الوحيد، افتقادها للبنية التحتية... لكن مع رهان ملك البلاد على منح طنجة المكانة التي تستحقها، ومع إنشاء المركب المينائي الضخم، صارت عروس الشمال قبلة تغري مختلف الشركات العالمية، حيث صارت تتسابق على وضع طلبات الاستثمار بها... هناك من يزعجه اليوم أن طنجة تحولت، بفعل الرعاية الملكية، إلى قاطرة تجر الاقتصاد الوطني، ونقطة محورية للنشاط التجاري العالمي... خيوط التآمر على مدينة طنجة بدأت تنكشف... اليوم تقرر الشروع في عزل المدينة عن العالم الخارجي... وغدا سيتم التضييق على الشركات العالمية لمنعها من الاستثمار بطنجة، وتوجيهها نحو مدن أخرى... وكأننا نعود بصيغة أخرى إلى زمن إدريس البصري، الذي كان مصرا على وضع جميع العراقيل، من أجل إجبار المستثمرين على عدم الاستقرار بطنجة، والانتقال إلى مدينة سطات... يصعب علي أن استوعب كيف لمدينة قرر عاهل البلاد أن يضخ بها 760 مليار، لتنزيل مشاريع طنجة الكبرى.... مدينة يتم تحضيرها، بعناية كريمة من جلالته، لتنافس كبريات المدن العالمية... ثم يأتي قرار أخرق بعزلها عن محيطها العالمي.... رئاسة غرفة التجارة والصناعة اقترحت مدخلا عمليا لمواجهة هاته المؤامرة، عندما دعت إلى التنسيق بين مختلف الغرف المهنية والفاعلين الاقتصاديين بالمدينة من أجل اتخاذ المبادرات اللازمة لصون وحماية المصالح الاقتصادية لمدينة طنجة... ننتظر ممن يتحملون مسؤولية تمثيل ساكنة المدينة، أيا كان موقعهم، أن يتجاوبوا مع هذا المقترح، حتى لا يسجل عليهم التاريخ أنهم خانوا مدينتهم التي منحتهم كل شيئ، وبخلوا عليها أبسط حق من حقوقها... حقها في التواصل مع العالم...