: وكأن الموت والحياة سواء في بلد متهم مسؤوليه بامتهان كرامة مواطنيه، فحتى بعد مفارقتهم للحياة غرقا في سيولإقليمكلميم، لم توفر لهم سلطات المنطقة وسيلة لنقل جثمانهم إلى المشرحة، قبل نقلها إلى مثواهم الأخير .. الأمر يتعلق بمواطنين قضوا وسط السيول الجارفة التي عاشها الإقليم المذكور، نهاية الأسبوع الماضي، فتم تسخير شاحنات أزبال لنقل جثامينهم بعد انتشالهم. مشاهد مأساوية تداولتها العديد من المنابر الإعلامية، تظهر مجموعة من المواطنين، وهم ينقلون جثث ضحايا السيول على متن شاحنات لنقل الأزبال، بعد أن غابت مصالح السلطات المحلية، عن التدخل بشكل جدي وتوفير الوسائل الضرورية لحفظ كرامة ضحايا هذه السيول، بعد أن لم تحفظ كرامتهم وهم أحياء بتوفير بنية تحتية ملائمة، كان من الممكن أن تخفف من وطأة الكارثة. وقالت العديد من المصادر، إن الفضل في انتشال جثث هؤلاء الضحايا الذين تم نقلهم على متن شاحنة الأزبال تابعة للجماعة القروية كانت إقليمكلميم، يعود إلى مجموعة من المواطنين، بينهم نسوة، تمكنوا من العثور على عدة جثث، في الوقت الذي لم يتم تسجيل أي تدخل من جانب أجهزة السلطات المحلية، بما فيها عناصر الوقاية المدنية. وارتفع عدد ضحايا السيول والفيضانات التي ضربت عدة مناطق في جنوبي المغرب إلى 32 قتيلا و6 مفقودين، حسب بيان لوزارة الداخلية. وأوضح البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الرسمية اليوم الاثنين، أنه "من بين 32 شخصا توفوا جراء سيول الأودية، 24 شخصا بإقليمكلميم، (جنوب غربي المغرب)". وأضاف البيان أن عمليات الإنقاذ مكنت لحد الآن من إنقاذ 214 شخصا، تم إنقاذ 14 منهم صباح اليوم بواسطة طائرات مروحية تابعة للدرك الملكي( قوات عسكرية تقوم بمهام الشرطة بالأرياف).