تخليدا لليوم العالمي للشعر، واحتفاء بالشعر والحياة، استضاف منتدى الفكر والثقافة والإبداع بطنجة بفضاء المركز الثقافي ابن خلدون ثلة من الأسماء الشعرية اللامعة في سماء المشهد الشعري المغربي المضمخ بأريج الغنى والتنوع: تنوع الهوية الثقافية المغربية وغناها، في أمسية شعرية جللها بهاء حضور ذواق للشعر ومتعطش لماء الحبر وكاف الكلمات. استهلت الأمسية بمستقبل الشعر وأفقه الواعد مع الشابة / الشاعرة: نهى الكدالي التي قرأت مقتبل عمرها الشعري في قصيدة باللغة العربية "ماض" وأخرى بالفرنسية " les enfants de la rue " مصاحبة بخلفية موسيقية لعازف العود الشاب الواعد عزيز الصرايدي. وكافتتاحية للأمسية الشعرية ألقى الأستاذ عبد الله الزيدي نائب رئيس المنتدى كلمة اكتنزت بالأساس الصورة الشعرية لمدينة طنجة التي احتضنت أسماء شعرية وعالمية فاحتضنها الشعر تيمة ومخيالا. الشاعرة آمال الأخضر افتتحت القراءات الشعرية بنصين: "خيول القيامة قادمة" و"طوفان". وتوالت القراءات مع أسماء ومع أجيال شعرية متنوعة تصدرها الأستاذ الشاعر عبد اللطيف شهبون الذي كشف للجمهور آخر "لوامحه ولوامعه" الشعرية التي تؤسس لرؤية وتجربة صوفيتين في نفس متوال من المجاميع الشعرية "كما لو رآني" "إني رأيت" "إليك انتهيت" والمجموعة قيد الطبع "لا زلت أراك". وتابعت قراءة الشاعرة وداد بنموسى نفس الوجد الشعري الصوفي في نصوص من إصدارها الأخير "كدت أفقد نرجسيتي" ونصوصا من آخر ما كتبت. وكان للشاعر والإعلامي المتميز عبد اللطيف بنيحيى حضور بنكهة خاصة في إلقاء شعري ممزوج بالحكي لنصوص فصيحة وأخرى زجلية استحضر من خلالها "كيرا" ومتعة الحكي الشعري. وامتياحا من رافد عميق من روافد الثقافة والهوية المغربية ألقى الشاعر والقاص عبد الله المنشوري باللغة الأمازيغية "تاريفيت" بعضا من نصوصه من ديوان"بكائية الناي" ونصوصا أخرى حديثة. وأبدع الشاعر ادريس علوش أحد علامات المشهد الشعري المغربي في قراءة قصيدة انسيابية النفس والإيقاع موسومة بعنوان "لا تلمسه"ودائما، على خلفية تمويج مصاحب لأوتار العود، اختتم الشاعر مزوار الإدريسي الأمسية الشعرية بقراءة نص"تراتيل" من مجموعته الشعرية "مرتية الكتف البليل". وبحفل شاي على شرف الشاعرات والشعراء وجمهور الشعر، انتهى الاحتفاء باليوم العالمي للشعر على أمل اللقاء باحتفاء جديد في 21 مارس 2012.