في الآونة الاخيرة ، ارتفعت بشكل ملفت للانتباه جرائم هتك عرض قاصرين و ممارسة الجنس عليهم ، لا نحتاج ان نذكر بان عقوبات هؤلاء حسب المذهب المالكي هو الإعدام قتلا ولو بقيت الجريمة في حدود المحاولة ولم يقع الاغتصاب بعد ،فقد ثبت ان الامام مالك رضي الله عنه ، أستشير في شخص ضبط متلبسا بضم طفل اليه وقد نزع ملابسه فأمر بجلده أربعمائة سوط فما لبث ان مات فذكر ذلك لمالك فما استنكره . مثل هذه الجرائم هي التي يشكل مقترفوها خطورة حقيقية على المجتمع . في أوربا و الولاياتالمتحدة على سبيل المثال ، تصل عقوبتهم الى الإعدام او السجن المؤبد، فهناك إجماع كلي على رفضهم و سحقهم أينما وجدوا ، لذلك عندما يلقى بهم وراء القضبان ، تتحول حياتهم هناك الى جحيم اخر يشكل بالنسبة لهم عقوبة ثانية يمارسها عليهم يوميا ودون ملل باقي السجناء الآخرين ، فهؤلاء يعتبرون أطفالهم الذين يوجدون بعيدين عنهم وراء الأسوار الأسمنتية العالية ، بمثابة أمانة تركوها بين يدي المجتمع ، يريدون ان يجدوها سليمة نفسيا و جسديا عند معانقتهم الحرية من جديد ، لذلك يجعلون أيامهم و لياليهم التي يقضونها قسرا بينهم عبارة عن حرب نفسية طويلة عليهم يفضلون بدلها الموت . للأسف في بعض البلدان الاسلامية لا زالت تسودها الى اليوم ظاهرة ما يسمى بالغلمان ، لا زالوا ينظرون اليهم كجزء من ثقافة موروثة مكتسبة للشرعية . نشير ان التراث الأدبي العربي الموروث ملئ بالتغزل بهم ، القران الكريم كذلك أشار اليهم كأحد انواع المتع التي سيحظى بها المسلمون في الجنة ، طبعا يجب قراءة الامر تاريخيا ، فعرب الجاهلية آنذاك لم يكونوا ليعتنقوا الاسلام دون مداعبة خيالهم و هوسهم الجنسي الحاد بالحور العين و الغلمان المخلدين الذين سيطوفون عليهم هناك باباريق و كؤوس الخمر ، مثل هذه الثقافة التي اختلطت و تشرعنت بفهم شيطاني للدين ، وبقراءة لا تاريخية للقران ، هي التي تجعل اليوم نظرتنا لهذه الجرائم لا ترقى لنفس درجة النظرة القاسية المشحونة بالرفض المطلق التي يرى بها الأوربي و الامريكي هذه الأفعال الخبيثة ، و التي كان يراها بها كذلك قديما الامام مالك ، الدليل على ذلك هو ان نسبة لا يستهان بها من مرتكبي هذه الجرائم البشعة يحترفون للأسف مهنة تعليم الصبيان الصغار في الكتاتيب القرانية ، ففيما يعتقدهم معظم أفراد المجتمع قدوة و تجسيدا دينيا للأخلاق ، ينظرون هم في مقابل ذلك الى أطفالهم الموضوعين أمانة عندهم كمتعة جنسية مستحقة لهم قبل حلول اجلها الأخروي الموعود .انهم اضافة لذلك و رغم وجودهم وراء القضبان لا يلاقون نفس المعاملة البشعة التي يلاقيها أشباههم في السجون الغربية ، اننا حقاً مجتمع نحترس منهم ، نتوخى الحذر منهم ، ننظر اليهم بازدراء ، نلعنهم كذلك دينيا ، غير اننا نلعن من يشرب الخمر اكثر منهم ......