: في منطقة المرس أشناد، التابعة لمقاطعة بني مكادة، تنبسط أرضية شارع تم تزفيتها حديثا، بطريقة مقبولة نوعا ما، فهي أصبحت على الأقل صالحة لمرور السيارات، وآمنة إلى حد معين لسير الراجلين. غير أن هذا الأمان بالنسبة للراجلين ليس كليا في هذا الشارع، فالكثير من الناس قد لا ينتبهون إلى تلك الحفرة المفتوحة فوهتها على شاكلة فخ لصيد أرانب الغابات. ولأنه لا وجود لأي أرانب في هذه المنطقة، فإن الصيد المحتمل هنا لن يكون إلا الإنسان، وربما الحيوان أيضا. في الأيام الأخيرة، سقط طفل في هذه الحفرة، التي ليست إلا فوهة مجرى للصرف الصحي، ساهم عامل معين في تركها بدون غطاء، ولحسن حظ هذا الطفل فإن مجرى لاصرف الصحي كان جافا من المياه العادمة، باستثناء بعض القاذورات المتراكمة، وإلا لكان الطفل في عداد الموتى. الطفل ضحية هذا "الفخ" الذي تتحمل مسؤوليته جهة معينة في طنجة، ليس الكائن الذي كادت هذه الحفرة أن تبتلعه، بل حتى الحيوانات لم تسلم من خطر السقوط، حيث بذل سكان الحي مجهودا كبيرا في إخراج كبش وقع هو الآخر ضحية لهذه الحفرة المهملة. لا يمكن لأحد الجزم بسبب بقاء هذه الفوهة عارية بخلاف عدد من مثيلاتها، فربما يكون غطاؤها قد تم سرقته من طرف شخص ما، أو ربما تكون مصالح الشركة المكلفة بتهيئة الشارع هي من أهملت تغطية الفوهة، لكن في كلا الحالتين، فإن المسؤولية لا تنتفي عن عاتق هذه الشركة التي عليها أن تتدخل في أقرب وقت لتفادي وقوع حوادث أخرى. هذه أول رسالة لمن يهم الأمر بأن يتحركوا احترما لآدمية المواطنين، الذين ما زالت الحفر تتربص بهم عند كل مواطئ أقدامهم.. وفي انتظار استيعابهم للرسالة نضرب لكم موعدا آخر مع رسالة أخرى لمن يهم الأمر كذلك.