يعتبر الوضع الصحي بفركلة الكبرى كارثيا بكل المقاييس.و اذا كانت بعض الاقلام قد سبق و تناولت الموضوع سابقا،فان اعادة طرحه اليوم ليس من باب الاجترار بقدر ما هو تذكير و تنبيه و اصرار على فضح ما يعرفه المركز الصحي المسمى "عمراوي ابراهيم" بتنجداد ايصال الرسالة الى أهلها من المسؤولين لعلهم ينصفون ساكنة تتجاوز الستين ألف نسمة. سنبدأ الموضوع من نقطة ذات أهمية بالغة،انها الديمومة.نسائل السيد المندوب الاقليمي لوزارة الصحة بالرشيدية:هل تتوفر خدمة الديمومة بالمركز الصحي المذكور رسميا؟؟اذا كان الجواب بالإيجاب ،فعليكم يا سادة التدخل العاجل و الحازم لأن المواطنين كلما قدر لهم أن يلجوا هذه المؤسسة مرغمين إلا ووجدوا الابواب موصدة أمامهم أو موظفا لا تعرف مهمته أصلا يصرخ في وجوههم :لم تعد هناك مداومة. ان المسؤولين اقليميا مدعوون أكثر من أي وقت مضى الى التدخل لمحاسبة و زجر من تسول لهم نفوسهم الاحجام عن اداء مهمة مؤدى عنها و كذا الاستفادة من تعويض مهمة لا توجد الا على الاوراق.أما اذا كان الجواب بالسلب سيدي المندوب الاقليمي،فالأمر أكثر شناعة و هولا،كيف لا توفر خدمة الديمومة لساكنة بحجم ساكنة فركلة الكبرى خاصة أن المركز الصحي يعج بالممرضين و الممرضات؟؟علاوة على ذلك،كيف لا توفر الديمومة وكل الظروف مواتية لأداءها حيث الفراش و التلفاز و الثلاجة و المدفئة و المكيف و غيرها.اذا كانت أطر المركز الصحي ترفض أداء مهمة المداومة لأنها لا تتلقى تعويضات عن ذلك،فاننا نطالب و بالحاح تمتيع الموظفين –المزاولين لمهامهم كافة- بحقوقهم المادية دون تأخير أو مماطلة،أما اذا كان هناك سبب آخر فنحن ندعو الجهات الوصية لكشف الحقيقة كاملة للمواطن الذي يستاء و يتذمر كلما مر بهذا المركز الصحي البئيس.آخر مسلسلات العار كان بتاريخ 19 02 2012 لما أصيب المسمى (ض- ع) بالم حاد في بطنه و توجه الى هده المؤسسة الاستشفائية رفقة احد اصدقائه ولم يجدا احدا في المداومة ثم اشتكيا من الوضع لأحد المنتخبين الذي اتصل بدوره بالسلطات المحلية التي اتصلت بالممرض المسؤول و تم بعد ذلك "اتهام" السلطات التي أدت واجبها و قامت بالمتعين باستفزاز الممرضة ...كذا. من جهة أخرى لماذا لم يتم تشغيل جهاز الراديو و جهاز الكشف بالصدى الذي يتوفر عليه هذا المركز الصحي مند سنين عدة؟؟ لماذا لم يتم تجهيز غرفة المستعجلات بالادوية لتقديم الاسعافات للمرضى؟؟ لقد آن الاوان للنقابات أن تدعم المجتمع المدني الذي أسست للدفاع عنه عوض الدفاع و التستر على تجاوزات المسؤولين غير المسؤولين،ان تنصر الحق و تقف الى جانبه عوض التركيز على الولاءات و الانتماءات الضيقة،أن تتوقف عن در الرماد في عيون المواطن عندما تخرج للتظاهر ضد السراب،نعم ضد السراب لأن من نتظاهر ضد فسادهم بين ظهرانينا يتظاهرون. مسألة أخرى نود الاشارة اليها،وجب التذكير بها كل من يتناسى أن المغرب يمتد من طنجة الى الكويرة،و المواطن المغربي له حق الاستفادة من خدمات الاسعاف الاولي و المستعجل على حد سواء بأي مستوصف أو مستشفى أو مركز صحي أينما كان.فلا يعقل أن أن يرفض ممرض أو طبيب استقبال مريض بدعوى كونه ينتمي الى جماعة أو اقليم أو ما شابهه.فكلنا مغاربة و هذه مؤسساتنا و من حقنا الاستفادة من الخدمات.كم مواطنا أعيد أدراجه بآلامه و أوجاعه الى من حيث أتى بدعوى عدم انتمائه الى الدائرة الترابية للبلدية،بل الافظع أن نساء حوامل في مرحلة المخاض تم ارجاعهن "على عجل" الى فركلة العليا،لقد آن الاوان أن يحل التغيير محل الفساد. في الاخير،نتوجه الى السلطات المحلية و المنتخبين،ان مسؤولية التبليغ عما يعيشه المركز الصحي مسؤولية على أعناقكم أمام الله،فلا تغرنكم المظاهر الخداعة و الفوضى المؤطرة للقيمين على الشأن الصحي محليا و لا الاطارات المهترئة التي تناصر طغيانهم،و ما ضاع حق من ورائه مطالب.