لم يجد مدير ثانوية زاوية البئر حلا مناسبا لدراسة ملف إرجاع المفصولين الذي تقدموا بطلباتهم إلى إدارة المؤسسة من أجل الاستفادة من فرصة تعليمية ثانية، قد تنقذهم من براثن الانحراف وتعاطي المخدرات، لم يجد في رصيده البداغوجي ولا مساره المهني غير تبني المقاربة الأمنية في تسوية هذا الملف. فبعد عقده لاجتماع ضم مجموعة من الأساتذة، تم إرجاع 5 تلاميذ. وحضر التلاميذ الآخرون غير المستفيدين من استعطافاتهم، وطالبوا مدير الإعدادية بالنظر من حالهم وإرجاعهم إلى الفصول المدرسية خوفا على أنفسهم من الضياع. ولم يقبل المدير طلبهم، وبعد إلحاحهم وعدم اقتناعهم بما قدمه السيد المدير من أدلة، ألحوا مرارا، وحضروا تكرارا إلى المؤسسة. الشيء الذي دفع به إلى تبني مقاربة أمنية باستدعاء رجال الدرك الملكي إلى مكتبه وتهديد التلاميذ المفصولين والمنقطعين عن الدراسة، وهددوهم بإحالتهم على القضاء في حال تكرار مجيئهم إلى الإعدادية. الشيء الذي أثار غضب العاملين بالإعدادية لانفراد مدير المؤسسة بالقرار دون استشارة أي أحد للنظر في القضية. وبذلك يفتح المدير أمام هؤلاء التلاميذ الباب على مصراعيه ليكونوا منحرفين، بالخصوص وأن عمرهم لا يتجاوز بعد سن التعليم، ويمكن إنقاذهم من أنياب المجتمع لا يرحم. وقد تساءل آباءهم ودويهم عن الشكل العنيف الذي مارسه المدير على أبنائهم ليس لذنب إلا لأنهم طالبوا بحقهم في التعليم، وإذا كانت هذه العقليات التي ماتزال تحن إلى سنوات الستينات والسبعينات هي التي تسير وتدير الشؤون التعليم فسنكبر على التعليم لأن رجالاته ذهبوا بأخلاقهم وحسن استماعهم إلى فلذات أكباد غيرهم. فالمدير يعرف مصلحة أبنائه ولا يعرف مصلحة أبناء الشعب. فالإعدادية غائبة عنها الأنشطة الرياضية والثقافية مند جاء إليها هذا المدير، وكثرت بها المشاكل بينه وبين التلاميذ والأساتذة لأن الطريقة التي يتعامل بها معهم غير تربوية ولا علاقة لها بأخلاق التعليم