منذ إنشائها بداية التسعينيات، ومرتادوها يتأففون لما يحسون به من انزعاج وتضايق، الحديث هنا عن الجزء الأول من الطريق الإقليمية رقم 1507 الرابطة بين بومالن دادس وجماعة إكنيون، 10كلم من انقطاع الأنفاس كافية لصد عدد كبير من أبناء الجالية من الاستثمار بمسقط رؤوسهم، بالإضافة إلى انعدام أدنى شروط العيش. فمنذ تشييد ها من لدن المندوبية الإقليمية لوزارة النقل والتجهيز، ظلت معاناة هذه الطريقة تلازم كل مستعمليها و بالخصوص من يجشمون أنفسهم عناء نقل المواطنين وبضائعهم من دقيق وزيت وسكر وشاي... ففي الذكرى 75 لمعركة بوكافر انتفض سكان الجماعة أمام عامل الإقليم والوفد المرافق تعبيرا منهم على الاستياء من وضعية التهميش المكرسة منذ فجر الاستقلال. رداءة الطريق أثرت سلبا على السياحة سواء الداخلية منها أو الخارجية، حيث تدهورت بنيتها التحتية، ففي مناسبات كثيرة طالب سكان الجماعة بمحاسبة المتلاعبين بالمال العام، بعد تجربة فاشلة جربت في هذه الطريق المسكينة، طريق شيدت بتبليط الحجر وقشرة رقيقة من الزفت، وكأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد لعب أطفال بالرمل والحجر بضفة الوادي. وهو الملف الذي لم تفتحه أية جهة مسؤولة لا محليا ولا جهويا. والكل يتذكر الشعارات التي رفعت في ذكرى معركة بوكافر في وجه المندوب السامي للمقاومة " الكثيري سير فحالك بوكافر ماشي ديالك"، ولا أدل على عدم الرضى بالوضع الذي تعيشه ساكنة الجماعة الحوارات الماراطونية التي يعقدها عامل إقليم تنغير مع لجنة من أبناء الجماعة، والتي كان آخرها اللقاء الذي جمعهم يوم الخميس 22 شتنبر 2011. وتكفي الإشارة إلى أن الوضعية التي توجد عليها الطريق بين بومالن وإكنيون، والتي هي المسلك الوحيد إلى أعالي جبل بوكافر الخالد في ذاكرة المقاومة والتاريخ المغربي تخفي تجاوزات وضعفا كبيرين في البنية التحتية وهو أعظم من حال الطريق " الصورة توضح هشاشتها ". فالشعارات البراقة والنداءات الرنانة ترفع في الأبواق حين احتدام الصراع على مكاتب الاقتراع، أي في الحملات الانتخابية فقط، وتوارى الثرى بعدها 5 سنوات، لتنبعث من رمادها كالفينق. فلسان ساكنة جماعة إكنيون يقول لكل من يتحين لحظة الانتخابات للظهور بتراب الجماعة " الطريق مقطوعة وتحويل الاتجاه ممكن ".