السيدات والسادة نواب هده الأمة، التي حكمت على نفسها بكم ولن تتوانى يوما عن خدمتكم، دام لكم الجهل والرعب والنهب. بداية ألتمس عذركم، فلي اليقين أن أغلبكم لا يعرفون الكتابة ولا القراءة، ولا يفهمون مقاصد الكلام، كما أعرف أن كلماتي ضاعت بين جلساتكم كما ضاع صوتي في صناديق الوهم الذي تبيعونه لنا كل لحظة وحين، حتى قتلتم فينا الأمل وحرمتمونا من حق الحلم الجميل بعد تيه البحث عن لقمة عيش بين مصانع عملاقة وضيعات شاسعة هي ملككم بحق أو بغير حق، لأنكم تخبرون جيدا تبادل الاعتمادات الخاصة فيما بينكم وبينهم. السيدات والسادة نوام الشعب المغربي، إننا نعرفكم حق المعرفة، فأنتم أنوار قنوات إعلامية عمومية تارة تجعلنا مكسيكيين وأخرى مصريين فنحن أما أتراك أو هنود، شكرا لكم فنحن عالميين غير أننا لم نعد نعرف بعضنا ولا كيف كنا وإلى أين نسير، وذلك مشروعكم في طمس هويتنا الأصيلة وتغريبنا عن أصولنا التي نقدسها ونعود إليها كلما فكرنا أو قررنا، لأن تنشئتنا ليست كما تعلمونا أبنائكم، ولأن طعامنا ليس كطعامهم ولا منامنا من منامهم، وحبنا للوطن لا يعادل حبهم لماله وجاهه والحكم عليه، وعلى ذلك طبعتموهم وعلمتموهم أن يتخذوننا مواضيع عمولاتهم. السيدات والسادة نواح الشعب المغربي، لقد هزمتم فينا كل القوى التي وهبنا الله ولم نعد نقوى على التفكير في أشياء خارجة عن ذواتنا، لم نعد نقوى على فعل سوى ما يخدم مصالحنا الضيقة، لأن أعمالنا مرفوضة من قبل مجالسكم وإداراتكم التي تقولونا عنها عمومية فلماذا شرعتم الولوج إليها بوسيط وقضاء الحوائج فيها بمقابل، وتقولون دولة الحق والقانون، محاربة الرشوة، الحكامة الجيدة،....المواطن أولاً ، فعلا هو أول وأخر من تطبق عليه مساطر قوانينكم. السيدات والسادة المؤمنون تقولون ما لا تفعلون وتنامون بلا عدل فهل ذاك إيمانكم، هل قلتم يوما قبل نومكم '' إننا نمثل شعبا ونحمل هما، فكيف نحمي أمهات، مات أزواجهن، من طلب الطعام لأيتام تعدونهم كما ويغيبون عنكم كيفا؟ وهل فكرتم في أيتام يعانون قساوة البرد وحر الصيف، محرمون من التعليم محرمون من النظافة، من اللعب، من الحياة، من ...؟ وهل فكرتم في شباب تعلم ما أردتم في مدارسكم وفي ريعان شبابه تحرمونه من تحقيق أحلام كُبرت معه بين مذكرات ثقيلة وتحت أغصان تقيه الأمطار عندما تتبولون؟ وهل قلتم يوما أن رضا المواطن من رضا الله؟ هل رأيتم يوما المواطنين كما ترون أبنائكم؟ وهل تخيلتم أن أبنائكم سيحُكمون فماذا تريدون لهم من خدمات صحية، تعليمية وإدارية؟... السيدات والسادة، لحسن حظكم تتعايش في وطننا الحبيب الأضداد من كل حدب وصوب، فحتى أنتم من مقاماتكم تبحثون عن العرافات للاطمئنان عن أموالكم وأولادكم ومناصبكم، تبحثون عنهم من أجل لصد مطالب الشعب وللنضال ضد النضال، فلتبحثونا عنها من أجل همومنا وأمالنا وأحزاننا وجوعنا وحبنا... أيها السيدات والسادة طاب نومكم وانتظروا يومكم، يوما يكون فيه عذاب القبر أهون لكم من لقاء البشر، فتهافتوا واكذبوا واسرقوا ما شئتم وسيروا إلى الله فيما بقي.