تتألق الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان من جديد في سماء الأدب الأمازيغي المكتوب العربية بإصدارها لأول رواية لها (ستليها روايات أخرى بدون شك) بعنوان إلى ضمة من عطرك ، وقد سبق للكاتبة أن خاضت تجارب إبداعية في الشعر، نذكر منها: جنيف التيه.. الآخر ، لو لم يكتمل فيك منفاي ... عبر قصة شيقة بين بطلي الرواية؛ إيزا و يوبا ، يلامس السرد جروح الذات الأمازيغية في سفرها عبر ربوع الألم والأسى. وبين كل خطوة سردية وأخرى، تنبعث جروح جديدة ترفض الاندمال رغم أشعة النور التي بدأت تتسرب من ذلك الجدار العتيد المقاوم لكل أشكال التعدد والاختلاف. وتحاول الرواية أن تتناول بعمق تحليلي وتجرد إديولوجي، موضوعات كثيرة نذكر منها: تسلط الذكورة، الهيمنة الثقافية، التهميش والتفقير، الأديان ومشكلات الانتماء الثقافي، حقوق الإنسان، الوصولية وغيرها. لهذا فالرواية تنضاف إلى روايات أمازيغية المحتوى وعربية التعبير، من قبيل تراتيل أمازيغية لمصطفى الغتيري و الحديث والشجن لحسن أوريد وغيرها، مع سبق في الجرأة طبعا. وخير ما يوصى به في مثل هذا المناسبات ضرورة الاهتمام بهذا النوع من الأدب لينشر على أوسع نطاق، تعويضا لنكسة اهتمام المؤلفين بنشر كتاباتهم في نسخ قليلة العدد توزع في مكتبات الرباط بشكل يستحيل معه الحصول عليها من قبل الأمازيغ المهتمين في ربوع بلدان المغرب الكبير.