أسدل يوم الأربعاء 8 ماي الجاري الستار على حلقة من حلقات الملاحقة (تجنبت عمدا كلمة متابعة !) في حق الرفيق المناضل حميد مجدي ، باستنطاقه أولا وقد أبان عن رباطة جأش منقطعة النظير ومعنويات عالية يفسرها الحضور الكبير والجميل لرفاقه وعائلته ومحاميه ، وبمرافعة النيابة العامة التي دافعت عن تهمة التلبس (ياللهول !!) ثانيا ، ثم بمرافعات قوية رفيعة المستوى لمحاميه الحاضرين بكثافة تناولت الجانب القانوني والحزبي والنقابي والنضالي الاجتماعي للملف ! وما كان مثيرا وقويا في مرافعات الدفاع ، وقد ملأني غيظا وغضبا رغم معرفتي المسبقة به ، هو تغاضي كل من قاضي التحقيق والنيابة العامة عن ثلاثة أمور لا يمكنها إلا أن تكون محط استغراب وتساؤل : 1. عدم البحث عن السيدة التي رافقها الرفيق حميد مجدي إلى المطار ، وقد تكون (وقد يكون البوليس ، والأمر سيان) هي التي دست كيس المخدرات في سيارته ، رغم وجود صورها واضحة على شريط فيديو ، وعدم قيام الشرطة القضائية ولا النيابة العامة ولا قاضي التحقيق بأي تحقيق بشأنها ولم تصدر أي بيان بالبحث عنها وملاحقتها كما كان يجب أن تفعل ، ونحن نعرف جيدا مدى حنكة سلطات الأمن عندما يتعلق الأمر بملاحقة المناضلين واعتقالهم !! 2. عدم قيام الشرطة العلمية بأي مجهود لضبط البصمات التي خلفتها السيدة الذكورة على سيارة الرفيق حميد مجدي (والسيارة لا زالت قيد الاعتقال منذ بداية المسلسل كما هو شأن هاتفه المحمول!!!!) كحجة إضافية على صدق أقوال الرفيق وإثبات لعنصر المؤامرة المدبرة له ! وعدم إجرائها لأية خبرة علمية على هاتفه لإثبات اتصالها بها وعدد المرات التي فعلت ، وبرقم هاتفها يمكن الوصول إليها كما هو معروف ؟؟؟ 3. عدم الكشف عن هوية المخبر التي تزعم النيابة العامة وإدارة الجمارك أنه أعلمها بوجود كيس المخدرات ومكانه ، بل حتى القاضي المشرف على الملف لا يعرف هويته (ياللغرابة !!) وهو الذي من المفترض أن يكون ملما بكل عناصر الملف حتى السرية منها ، وقد يبقي على هويته سرية للضرورة المهنية !! كل هذه العناصر مجتمعة تجعل هذه المحاكمة/الملاحقة جديرة بأن توصف بالملاحقة السوريالية الهوليوودية لكثرة الألغاز المحيطة بها وطبيعة الأطراف المتورطة فيها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، لكنها في نفس الوقت ، لا تدل إلا على أمرين اثنين : 1. أن الرفيق حميد مجدي بريء من التهمة الملفقة له براءة الذئب من دم يوسف ! 2. أن الرفيق حميد مجدي رمز نضالي وسياسي ورقم أساسي في المعادلة الورزازية ! فلننتظر ما ستسفر عنه الحلقة الأخيرة (ربما ؟ من يدري فنحن في المغرب فلن نستغرب !!!) من هذا المسلسل المثير يوم 22 ماي 2013 !!!.