من اجل الخروج من دائرة الفقر اختارت مجموعة من فتيات و نساء قلعة امكونة والنواحي الانخراط في العمل بمعامل تقطير الورد وتلفيف مشتقاته و المتواجدة غالبا في الواجهات الخلفية للمدينة ، واغلبها لاتتوفر ابوابها على العلامة الاشهارية للاسم التجاري – مما يصنفها في خانة المعامل الاشباح - هؤلاء النسوة يشتغلن طيلة اليوم ابتداء من الساعة السابعة صباحا الى غاية السابعة زوالا دون توقف وفي وضعية صحية صحية ، وفي اماكن لا تستجيب للشروط الوقائية الصناعية : مواد كيماوية – افرنة – بالونات الضغط ... التحرش – الاستغلال ( لاتتعدى الاجرة الشهرية لاقدمهن 800 درهم ) مما جعل جل العاملات في هذه المعامل يعبرن عن تخوفاتهن بشأن مستقبلهن وحالتهن الصحية . وتكابد حوالي 68 عاملة من أجل إعالة أسرهن في قلعة امكونة ، منهن من تركن أزواجهن العاطلين عن العمل مع اطفالهن، أو الذين في حالة اعاقة ، واخريات عازبات سدت جميع الابواب امامهن فكسرن الصمت وقفزن على الطابو الذي يؤمن به الرجل في سهلي دادس وامكون والذي يرى في عمل الفتاة / الزوجة خارج المالوف من مؤشرات النقوص من الرجولة .... ومع ذلك تحررن من أجل تحقيق حلم الخروج من دائرة الفقر... ومعهن فلاحون بصراخاتهم ، ضحايا تلاعب باطرونة معمل الورد بمعية اعيان دادس ومكون واخرون جزوا بانوفهم في عملية تسعيرة الورد لموسم 2013 بزيادة درهم واحد عن الموسم الماضي : 13.00 درهم .( سقط القناع على القناع ). والتحق بهن جيش من العاملات الجديدات يمتطين سيارة من نوع البيكوب كل صباح في اتجاه حقول الورد التابعة للمعمل بمنطقة اكرسيف ، يشتغلن في جني الورد بمقابل درهم واحد عن كل كيلو جرام ورد ، لتحصل المجدة منهن في اغلب الاحوال على اربعين درهم ، ولن يتحقق لها هذا الا بعد معاناة كثيرة : لسعات الاشواك – الانحاء – المشي لمسافات طويلة – الجوع والعطش - وتحت حرارة شمس ساطعة. نظرا لمجموعة من الاعتبارات – تمسكت كل المستجوبات بعدم نشر اسمائهن ومقرات عملن – وخاصة عندما اثير محور قانون الشغل ، تكلمن كثيرا وبحرقة شديدة عن المضرودات ضحايا المطالبة بالحقوق ... معامل تجني ارباحا طائلة على حساب يد عاملة رخيصة مجردة من كل حقوق الشغل خاصة و الانسانية عامة وعلى رأسها الكرامة ، وهن يقسين الامرين في معامل ، هي على شكل سراديب قابلة للانفجار في اية لحظة ، وعلى شكل استثمارات لاتؤدي دورها في التنمية المحلية كما يجب ، في انتظار انتفاضة نسوية تعلق آلامها وآمالها على كل الفصائل النقابية بهذه المنطقة من اجل تحريرهن من اعبودية والدفاع عن كرامتهن .