باتت الآمال التي تعد بإنتاج كلى بشرية قادرة على تجاوز أزمة الفشل الكلوي الحاد، أكبر من ذي قبل، بعد أن تمكن العلماء من اكتشاف طريقة جديدة لعمل الكلى، من خلال نجاح تجاربهم على فئران، مؤكدين أن الطريقة الجديدة يمكنها القيام بكل ما تقوم به الكلية الطبيعية. ووصفت مصادر طبية هذا الاكتشاف بأنه خطوة نحو إنقاذ أرواح الآلاف، وجعل التبرع بالأعضاء مسألة عفا عليها الزمن . وتطلق أحدث كلى منتجة في المعمل سباقاً في مجال الطب التعويضي المزدهر، الذي يهدف إلى إنتاج أعضاء بديلة وأجزاء بشرية أخرى. ونقلت رويترز عن هارالد اوت من مركز الطب التعويضي في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن تأكديه، أنه إذا ما تم تطبيق ما حصل مع فئران التجارب، على البشر، فإنه حينئذ سيكون باستطاعة المرضى المنتظرين لكلى من المتبرعين نظرياً تسلم أعضاء جديدة مشتقة من خلاياهم أنفسهم .
ويأمل القائمون على الاكتشاف الجديد، أن يتم التخلص من التبرع بالكلى، ووقف موت الآلاف كل عام، الذين ينتهي بهم المطاف بالفشل الكلوي النهائي قبل الحصول على متبرع. من جهته يقول انتوني اتالا (مدير معهد الطب التعويضي في كلية طب ويك فورست في نورث كارولاينا) وأحد الرواد في تلك التكنولوجيا باستخدام أجهزة الطباعة البيولوجية الثلاثية الأبعاد لن تحتاج لمتبرعين بالأعضاء. وأضاف الطباعة تتيح لك أيضاً أن تكون دقيقاً جداً بشأن المكان الذي تذهب إليه الخلايا على الإطار وداخله . لكنه أشاد بعمل مستشفى ماساتشوستس العام باعتباره دراسة أخرى تؤكد أن تلك التقنيات ممكنة. وبدأ اوت وفريقه بكلى من 68 فأرا واستخدموا منظفاً لإزالة الخلايا الحقيقية. وبذلك تبقى إطار الكلية وهو إطار هيكلي ثلاثي الأبعاد يتألف من بروتين الكولاجين الليفي، بالإضافة إلى كل مسالك الكلية من الحالب إلى أوعية الترشيح. ويغرس العلماء حينئذ في ذلك الإطار خلايا كلوية من فئران حديثة الولادة، وخلايا مبطنة لأوعية الدم من متبرعين بشر. ولضمان أن كلّ نوع من الخلايا يذهب الى المكان السليم، يغرس العلماء الخلايا الوعائية عبر شريان الكلية، وهو جزء من الإطار، ويغرسون الخلايا الكلوية عبر الحالب.
وبعد ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام، يكون لدى العلماء الكلى التي أنتجوها بالهندسة البيولوجية. وحين وضعت الأعضاء في جهاز مثل جهاز الغسيل الكلوي الذي مرر الدم من خلالها، رشحت الكلى المخلفات وفرزت البول. وقال اوت ورفاقه ان الاختبار الحقيقي جاء حين زرع العلماء الكلى في الفئران التي كانت كلية واحدة ازيلت منها. ورغم ان الكلى المنتجة في المعمل ليست في كفاءة الكلى الحقيقية الا انها قامت بعمل جيد. وقال اوت انه يعتقد ان استخدام انواع مختلفة من الخلايا لبناء كلية على الاطار الهيكلي الاولي يمكن ان يكون اكثر فعالية لأن عدم نضج الخلايا الكلوية التي استخدموها ربما منع الكلية الصناعية التي زرعوها من العمل بكفاءة مثل الكلية الطبيعية. واذا اصبحت للتكنولوجيا مستعدة في اي وقت لانتاج كلى للبشر فستأتي الخلايا من المستقبل المعني مما سيحد من خطر رفض العضو ويقلل الحاجة الى كبح للمناعة مدى الحياة لتجنب حدوث ذلك.