عندما تصبح الأسطورة الايديولوجية مرجعا فانتظر طوابيرا من الأساطير، هذا هو حال من لازال يهيم و تعيش في ذاكرته أكاذيب، تمت تعريتها بقدرة محللين و مؤرخين، جعلوا من العلوم منهاجهم، و من الحذر الثقافي مصباحهم. في احتفالات رأس السنة الأمازيغية 2963 ،الذي يصادف 13 يناير من كل سنة ميلادية، و أثناء تقديمي (في أمسية فنية) لنبذة حول هذا الحدث التاريخي ، الضارب في الأعماق و الذي يحتفل به الشعب الأمازيغي قاطبة في جل أقطار شمال افريقيا (تامزغا). اوقفني رجل في ثلاثينيات عمره و قال بالحرف الواحد : "أنتم تريدون خلق حرب جديدة كتلك التي خلقها الظهير البربري". استرعى انتباهي هذا الكلام و تركته يكمل حديثه حتى انتهى، تعجبت لهذا الانسان الذي ادعى أنه امازيغي-عربي-مسلم و يطلق ترهات كهذه، و خلصت إلى نتيجة مفادها أن "الظهير البربري مازال إطارا مرجعيا يستند إليه في كل نقاش حول الأمازيغية" و خلصت أيضا إلى فكرة أخرى و هي أن "الدمار الذي تلحقه الايديولوجية بالعقل الانساني لا يمكن تنقيته إلا بايديولوجية مضادة لتلك التي ألحقت ذلك الدمار". رغم هذه الأحاديث و الأكاذيب، فالحقيقة كل الحقيقة أمازيغية، و الأمازيغية حقيقة لا تحتاج إلى دهانات كي تلمع، يكفي أن لها جذور تاريخية و ستنبت من جديد و أن أي محاولة لمحوها و تشويهها مآلها الفشل و لا أدل على ذلك الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في كل بقاع تامزغا الذي طال ما اعتبره أعداء الأمازيغية باطلا و بدعة. عجيب أمر الأمازيغي-العربي-المسلم الذي اعتبر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية حربا، أردفت قائلا أن عدم الاعتراف بهذه الذكرى التاريخية هو الذي سيفتح الحرب، و أن الذي سيهدد تماسك الوطن هو الاستمرار في مثل هذه الألاعيب التي لن تجدي نفعا أمام زحف أمواج الحقيقة. كما أردفت ان مفهوم الامازيغي-العربي- المسلم لا أساس له من الصحة، لأنه لا يمكن أن تكون عربيا و أمازيغيا في نفس الوقت، يمكن أن تكون أمازيغي-مسلم، أو عربي-مسلم ، لكن أن تكون أمازيغي-عربي-مسلم فهذا من أكاذيب إخواننا العرب. اختتمت النقاش بتوصيات لم ترق الرجل لسبب واحد و هو أنه لا يملك الوقت الكافي لقراءة بعض الكتب، و تعجبت لأمة أنزل في حقها "اقرأ" و لا تقرأ، و مع ذلك يحكم دون ان يقرأ، و ينعت دون أن يدري.