مع اشتداد حرارة الصيف، اشتدت حدة رائحة العفن في قسم الولادة بمستشفى قلعة مكونة، بسبب تراكم الأزبال بالحاويات داخل قاعة الاستشفاء. ففي الوقت الذي تنادي فيه المصالح الصحية بالنظافة داخل بيوت المواطنين حفاظا على صحتهم، تراها وقد تجاهلت صحة المرضى نزلاء هذا المركز الذي غابت فيه أدنى شروط الإقامة الصحية. فلا يكاد زائر النساء الواضعات حملهن في إحدى القاعتين الموجودتين في مستشفى قلعة مكونة، حتى تزكم أنفه رائحة القمامات والأزبال المتناثرة من على جنبات الحاويات، وكذا انبعاث روائح الغائط والبراز والمياه الآسنة من المرحاض الذي تعطلت به الصنابير وانحبست به الأنفاس. فلا تكاد تصادف زائرا من زوار قسم الولادة إلا تبدو على وجهه علامات السخط على مرفق وزارة الوردي التي تئن تحت طائل التهميش والإهمال واللامبالاة. فنزيلات هذا الجناح وضعن على وجوههن كمامات اتقاء للرائحة المزكمة للأنوف والتي تعفها النفوس، أما أجهزة تنفس المواليد فستتأثر لا محالة بهذه الروائح وقد تتعرض لمضاعفات جانبية، خصوصا منهم الذين يولدون بصعوبات تنفسية تحتاج في أغلب الأحيان إلى تدخل طبي، وقد يفضل هؤلاء المواليد مقراتهم الأصلية من أن يولدوا في مكان تعجز الدواب والأنعام من الوضع فيه. ولو كان بوسعهم الكلام لقالوا " إخ .. تفو". فإلى متى ستستمر اللامبالاة في وطن ينشد التغيير والإصلاح؟