كان ذلك خلال الموسم الرياضي 1973/ 1974 وفريقا حسنية أكادير والكوكب المراكشي يمارسان ببطولة القسم الوطني الأول واقتربت البطولة من نهايتها والفريقان معا لم يضمنا بعد البقاء بهذا القسم ، وكان الفريقان معا لعبا خارج الميدان الكوكب بالرباط امام الجيش الملكي والحسنية بالبيضاء ، وبرمجت الجامعة آنذاك للقاء الموالي للبطولة والذي سيجمعهما معا بملعب الانبعاث بأكادير في يوم الاربعاء الموالي للعبهما خارج الميدان . الفريق المراكشي ومن أجل تقوية حظوظه في البقاء كان يمني النفس بتحقيق الفوز على الحسنية بميدانها بأكادير ففضل مسيرو الفريق المراكشي الانتقال مباشرة من الرباط نحو أكادير من أجل إقامة تجمعه التدريبي والاستئناس باللعب على العشب الطبيعي مع العلم أن ملعب الحارثي آنذاك كان ملعبا بأرضية صلبة ولا يوجد بمراكش أي فضاء رياضي معشوشب ، ومن أجل استغلال ملعب الانبعاث التجأ الفريق المراكشي الى باشا أكادير ذي الأصول المراكشية الذي تعاطف مع فريق بلدته ومكنهم من رخصة مفتوحة من أجل إجراء التداريب يومي الآثنين والثلاثاء قبل منازلة الحسنية في منتصف نهار يوم الأربعاء ، وهو ما فاجأ مسيري الفريق السوسي حيث توجه لاعبو الفريق كالعادة نحو الملعب ليجدوا الفريق المراكشي يتدرب على أرضية العشب الطبيعي وأخبرهم حارس الملعب أن فريق الكوكب حصل على الترخيص بذلك من قبل باشا المدينة وأن عليهم التوجه نحو الانبعاث الجنوبي لإجراء تداريبهم وأن لايعودو الى الملعب الرئيسي إلا يوم إجراء المقابلة وهو ما أكده لهم الباشا بعد استفساره عن الأمر ، حيث نهرهم وحثهم على إكرام ضيوفهم ومنحهم الفرصة للتأقلم مع العشب الذي لم يتعودو اللعب به بمدينتهم . المكتب المسير للحسنية وعلى رأسه الداهية الحاج محمد ميسا قبل بالأمر الواقع على مضض وفي قلبه غصة " الحكرة " التي يعاني منها في مدينته ولم تكن وضعية الفريق السوسي بأحسن حال من وضعية الكوكب في سبورة الترتيب العام للبطولة ، وفطن الى ان الفريق المراكشي يبحث عن النجاة من مخالب القسم الثاني على حساب الحسنية ، وما كان عليه إلا الاستعانة بالدهاء والمكر أمام قوة نفوذ المراكشيين ، وبعد إستشارة مدرب الفريق آنذاك حسن أقصبي توجه مجددا نجو مكتب الباشا ملتمسا منه إصدار تعليماته للمكلف بالملعب من أجل سقي عشب الملعب بشكل كثيف وان تظل صنابير المياه مفتوحة بدعوى أن اللقاء سيجرى في منتصف النهار ولكون الجو سيكون حارا جدا وذلك ما سيخفف من حدة الضغط على العشب بفعل استغلاله المفرط من قبل الفريق المراكشي ، ليصدر الباشا تعليماته للحارس من أجل القيام بذلك ، هذا في الوقت الذي كلف بعضا من محبي الفريق بالتسلل ليلا الى الملعب ورش العشب بمسحوق التصبين . وفي الوقت المحدد للمقابلة وما أن وطئت أقدام المراكشيين الملعب حتى تفاجأو بكون العشب مملوء بالمياه كما لو مرت عاصفة مطرية بالليل ، مع العلم أن لاعبي الفريق المراكشي لايملكون آنذاك الأحدية الرياضية التي تستعمل من أجل اللعب بالأرضية المعشوشبة فدخل اللعبون اللقاء وهم ينتعلون الأحذية الرياضية العادية ذات الأسنان البلاستيكية والتي لاتصلح للأرضية المبللة بالمياه ، فيما لاعبو الحسنية الذين أخبرو بأمر الأرضية جلبو معهم الأحذية ذات الأسنان الحديدية والتي تساعد اللاعب على اللعب في أرضية مبللة وهو مامنحهم الامتياز خاصة أن لاعبي الفريق المنافس لم يستطيعو التأقلم مع الوضع مع كثرة الانزلاقات بفعل الرضية الثقيلة والتي زادها مسحوق التصبين قوة لينهزمو بثلاثة أهداف لصفر لتنتصر الحسنية وتكسب ثلاثة نقط ثمينة في الترتيب العام ، ومع الفوز انتصر الذهاء على النفوذ . - هذه الوقائق مستقاة من رواية شفوية لقيدوم مسيري حسنية اكادير لكرة القدم الحاج محمد ميسا " ءالكابون "