[stop.jpg] كل من تتبع الحلقة التي خصصها برنامج " الحكم الآخر" لتقييم حصيلة التحكيم، ربما سيلاحظ دفاع الكزاز المستميت عن نفي ارتكاب حكام للاخطاء، مفضلا اعتبار " كوارثهم" مجرد هفوات .. بطبيعة الحال لمثل ذلك الزعم منطلقات ذاتية، تلميعا لعمل المديرية، ودفاعا عن تكوينها للحكام ولتعييناتها التي اثارت الكثير من الاستغراب في مناسبات عدة، ارتكبت فيها اخطاء ( لايمكن الكذب على الناس باستعمال جملة سوء التقدير بدل عدم تطبيق بنود قانون واضحة)، وبطبيعة الامر اعتراف عضو ما في المديرية بترهل التحكيم ربما فيه تهديد لبقائهم في مسؤولياتهم، ومايستفيدونه ضمنيا ماديا من وراءها على شكل اجور وتحفيزات ( 9000 درهم ، زائد استفادات من علاوات بفعل التأطير والتكوين ).. مايثير في نفي ارتكاب الاخطاء والاستماتة في اعتبارها مجرد هفوات، انه نوع من مخالفة طبيعة البشر، وتأكيد مباشر بكون حكام كرة القدم معصومون من الخطإ والعياذ بالله، كما ان بعضهم منزه عن الشطط في الاحكام والسقوط في مايبطل عملهم، كالقصدية والعمد ، تماما كما نتحدث عن فساد القضاء في المجتمعات البشرية كافة . بمثل تلك اللغة القصديرية ( حتى نريح الخشب) لايمكن إلا ان نحمي التحكيم الفاسد، بدل مواجهة الانحرافات وضعف استيعاب القوانين المعمول بها، وبمثل تلك العموميات التي تلقى بتشنج تقاسيم الوجه ( لاحظوا ان الحضور كان منتشيا حين ذهب المحامي الفاشل الى ادعاء كون الحسنية تشتكي من المباريات التي تضررت فيها تحكيميا دون ذكر التي استفادت منها ، وكأن الرجل اعاد امجاد القدس او كأنه فحل في المناظرات، حتى اذا ورطه رئيس الحسنية بمطالبة بسيطة بسرد المباريات التي يدعي استفادة الحسنية فيها من اخطاء حكام، سرعان ما توتر ولم يجد في جعبته الا الهروب نحو تغيير موضوع الادعاء، وهذا في مفهوم المناظرة او الحجاج او الحوار علامة على انهزام ).. لاياسيدي الحكم السابق ، هنالك اخطاء ، تتجاوز الهفوات ، وهنالك نسبة كبيرة من مباريات الدوري المغربي افسدها التحكيم، ولاتهربوا الى الامام لتستدلوا بمبارتي فاس والرباط الاخيرتين، لسبب بسيط هو ان الحكام الذين عينوا لقيادتها شرفاء وذوو مستوى لاعلاقة للمديرية الحالية في صنعه، ولو عينتم حكاما ممن تراكمت اخطاؤهم فكونوا على يقين ان البطولة ستنتهي بظواهر شغب وبكوارث .. ربما ذكرنا دفاع السيد الكزاز عن فرسانه المعصومين من الاخطاء، والذين لايرتكبون سوى " هفوات" بحكاية المهدي المنتظتر، وما صاحبها في الادبيات الشيعية من هالة اسطورية ، لكن، ما يحتاجه السيد الكزاز مستقبلا هو السير بقدميه على ارض واقع التحكيم المغربي دون ان يطير الى مقارنات دولية غيرممكنة ( قارن مثلا مباريات كأس العالم بمياريات البطولة، واستحضر الريال وبرشلونة، دون ادنى وجه حق، علما بأن مسار تكوين الحكام ومعايير تعييناتهم تختلف بين الهنا والهناك )... بقلم : محمد بلوش