أصدقاؤنا القومجيون وبنو عمومتهم المتأسلمون ربطو كعادتهم بين مشاركة فريق إسرائيلي في بطولة العالم للجيدو الخاصة بفئة الشبان المنظمة بأكاديرجنوب المغرب وبين ماسموه التطبيع بين الحركة الثقافية الأمازيغية وبين الدولة العبرية محاولين فرض وصايتهم ونظرتهم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على عموم الشعب المغربي . الحقيقة التي حاول القومجيون وعموم المرضى بالأمازيغوفوبيا تجاهلها أن الجهة المنظمة لبطولة العالم للشبان هي الإتحاد الدولي للجيدو ولادخل للدولة المستضيفة في هذا الشأن ، لأن المغرب مثله مثل جميع الدول التي طلبت تنظيم الدورة 16 ليس من حقه إختيار الدول المشاركة مثلما هو الشأن لكأس العالم في كرة القدم الذي تشرف عليه الفيفا ، الدول تتصارع من أجل نيل شرف تنظيم كأس العالم دون أن تستطيع تقديم أية إشتراطات للفيفا وهذا يسري على كل البطولات التي تنظمها الإتحادات الدولية في مختلف الرياضات ، هذه هي الحقيقة التي قفزت عليها أقلام قومجية في تناولها لبطولة العالم للشبان في رياضة الجيدو بأكادير ، ومن تم دفعت هذه القوى بعمدة أكادير الذي يريد إرضاء القومجيين وما أكثرهم في حزبه والإسلاميون الذين يقدمون له الدعم وتصرف بطريقة قد تضر بمصالح المغرب في الإتحاد الدولي وقد تحرم المغرب مستقبلا من تنظيم أية تظاهرة دولية لأن المبدأ الرئيسي لدى كل الإتحادات الدولية هو عدم خلط الرياضي بما هو سياسي . لنفترض أن المغرب نال شرف تنظيم كأس العالم في كرة القدم وكانت إسرائيل من الدول المتأهلة لهذه التظاهرة ، هل سينظم القومجيون والمتأسلمون مسيرتهم المليونية في شوارع الرباط ، هل في إمكانهم مواجهة أقوى دولة في العالم وهي الفيفا ؟ وإذا كان مستبعدا أن ينظم المغرب كأس العالم ، نسوق مثالا آخر أقرب للواقع من الأول وهو أن نفترض لقاء بين المغرب وإسرائيل في كرة القدم في كأس العالم القادمة ، هل من حق حكومة المغرب أن تضر بمصلحة الوطن وسمعة كرة القدم المغربية لإرضاء حاملي هذا الفكر القومي المتخلف . الشيىء الأكيد أن لا دولة في العالم اليوم تستطيع التخلف عن إجراء مبارة في كرة القدم في كأس العالم أو حتى في الألعاب الأولمبية بسبب مشاركة إسرائيل ، لأن المصالح الرياضية لهذه الدولة ستمس وسيتم عزلها رياضيا ، وليس هناك دولة عربية أو معربة واحدة تستطيع مقاطعة إحدى مبارياتها في كأس العالم بسبب أن الخصم هو إسرائيل ، يستطيع خالد السفياني والمنصوري وكل أتباع الأنظمة الديكتاورية في الشرق الأوسط مثل نظام النياشين في العراق أونظام الزعيم الضرورة في سوريا رفع بعض الشعارات بمقرات بعض الجمعيات الحقوقية بالرباط لكن قد لاتسمح لهم أي الدولة إبداء أي إحتجاج تجاه تظاهرات تشرف عليها وتنظمها الفيفا لأن من شأن هذا الأمر الإضرار بالمصالح الرياضية لبلادنا وربما بمصالح أخرى لبلادنا ، كما وقع بعد التصرف الأرعن لطارق القباج عمدة مدينة أكادير والتي لم يكن من نتيجتها سوى تضامن كل الفود الغير العربية والغير الإسلامية مع الوفد الإسرائيلي وعجز المنظمون عن إستعراض الفرق بسبب قرار كل المنتخبات مقاطعة هذا الإستعراض إحتجاجا على هذه التصرفات لسلطات أكادير هذه التصرفات التي سيكون لها مابعدها فور إنتهاء البطولة وسيتضرر منها الجيدو المغربي . بعد كل هذه المعطيات مامحل إذن الأمازيغ من الإعراب في مشاركة إسرائيل وغير إسرائيل في بطولة العالم للجيدو بأكادير ، هل كان الأمازيغ أعضاء في الإتحاد الدولي للجيدو من دون علم أحد سوى عباقرة الفكر القومجي من أمثال السفياني والمنصوري والقباج وغيرهم ، إن لم تستحيو فلكم أن تكتبو ماشئتم . * أكادير : عبدالواحدرشيد