تعد التربية الرياضية ذات أهمية بالغة لما لها من دور فعال في إحداث التطور المرغوب فيه في المجتمع وإعداد الفرد لتجعله قادراً على أن يحيا حياة ناجحة عن طريق مواهبه وإبراز قدراته فهي تعتبر كأداة للتغيير الاجتماعي لتحقق التقدم في مجالات الحياة من اجل بناء شخصية الإنسان الجديد الذي يأمل بدوره في تغيير واقع مجتمعه نحو الأفضل. فلا يختلف اثنان على أن الرياضة بمدينة تارودانت ، تعيش واقعا مأساويا يتجلى في نقص في البنى التحتية الرياضية، إضافة إلى انقراض بعض الأنواع الرياضية و التي كانت تعرفها المدينة، فهذه الأوضاع وغيرها، تعزى إلى مجموعة من الأسباب التي نذكر منها على سبيل المثال، سوء التخطيط الرياضي وأسلوب التعامل مع الممارسة الرياضية ، كما لا ننسى أيضا غياب المستلزمات الرياضية، و يبقى السبب الرئيسي و البارز المتمثل في هشاشة البنيات التحتية، وانعدامها في بعض الأحيان و التي تحول دون ممارسة سليمة. فمدينة تارودانت العريقة، تتوفر فقط على ملعبين لكرة القدم و يتعلق الأمر بكل من الملعب البلدي وملعب لسطاح ، بالإضافة إلى ملعب لكرة المضرب. لكن الملعب البلدي لكرة القدم ، و الذي يعتبر الفضاء الوحيد لممارسة اللعبة فهو يضم ملعبا رئيسيا معشوشبا وملعبا صغيرا معشوشبا كذلك تمارس فيه التداريب ، حيث تستغله ثلاثة أندية أحدهم يتبارى في قسم الهواة والثاني في القسم الشرفي والثالث ضمن البطولة الوطنية للكرة النسائية،وسوف ينضم إليهم ابتداء من الموسم الرياضي الحالي فريق فلاح تارودانت لكرة القدم القديم الجديد، لكن هذا الملعب ينعدم لمرافق ذات المستوى المطلوب وعلى سبيل الذكر تلك المدرجات الأسمنتية، ذات العدد القليل و التي تغيب عنها مواصفات السلامة و الجودة، و مستودعاته الثلاثة فهي الأخرى تبقى جد متواضعة ، وقد تصادفك شهور يلتجئ المسؤولون لاتخاذ جانب من هذا الملعب مستودعا للسيارات المحجوزة، ومواد البناء. أما بالنسبة لملعب لسطاح المدينة والذي تستقبل فيه مباريات الفئات الصغرى فهو اسم بدون مسمى لا ماء ولا مدرجات و المستودعات المتواجدة جلها استغلت كسكنى لحارس الملعب. وان كانت منجزات فريق كرة اليد لاحت في الأفق بحيث صعوده إلى القسم الأول ، بفضل مجهود مسيريه وطاقمه التقني ، وبدون أي التفاتة من أي نوع والتي من شأنها أن تحفزه على الارتقاء ،فهو مقبل على إجراء مبارياته بمدينة اكادير،كما كان الشأن بالنسبة للموسم الرياضي السابق، أما فضاء تداريبه فيبقى بدوره معلقا إلى إشعار آخر. وتجدر الإشارة كذلك إلى فريق كرة الطائرة الذي يتصارع من اجل الاستمرارية في غياب ملعب لإجراء مقابلاته الرسمية والودية ،مما يجعله يبحث كل مرة على ملعب يأويه،وكان آخره ملعب دار الفتاة. إن الممارسة الرياضية أضحت حقا من الحقوق الأساسية للإنسان ، ولبلوغ الأهداف والغايات الطموحة في مسيرة نهضة تارودانت الرياضية يتطلب الأمر الإسراع في توفير البنى التحتية الرياضية . تارودانت : بقلم محمد جمال البشارة