رزأت اسرة النادي البلدي رجاء اكادير فرع كرة القدم في وفاة اللاعب السابق في صفوف الفريق في فترة السبعينيات والثمانينيات المرحوم محمد هنكا الذي وافته المنية صبيحة يوم السبت الماضي 28 نونبربأكاديرعن سن يناهز 58 سنة بعد معاناة مع مرض عضال لم يمهله طويلا والمرحوم محمد هنكا من مواليد منطقة سوس في 12 فبراير من سنة 1951 ، التحق بصفوف فريق النادي البلدي رجاء اكادير لكرة القدم منذ سنة 1967 حيث لعب لمختلف فئات النادي ، وكانت من أبرز محطاته بالنادي أن لعب رفقة الفريق ببطولة القسم الوطني الأول في مناسبتين موسم1973/1974 ، ثم بعد ذلك في موسم 1982/1983 ، كما وصل رفقة زملائه برجاء أكادير الى مقابلة ربع نهاية كأس العرش لكرة القدم حيث واجه الفريق نادي الرجاء البيضاوي ، ولعب أيضا في مناسبتين دور ثمن نهاية الكاس أمام كل من الجيش الملكي وشباب المحمدية . وأنهى المرحوم مساره الكروي رفقة رجاء اكادير سنة 1987 ليتفرغ لوظيفته ببلدية اكادير، والمرحوم هنكا متزوج وأب لثلاثة أبناء . وتجدر الإشارة أن اسم المرحوم هنكا ارتبط في السبعينات من القرن الماضي بعزة نفس السوسيين باعتباره من اللاعبين المناضلين والمدافعين عن" الهوية السوسية "آنذاك وكلفه ذلك قضاء أربعة أشهر سجنا نافذا بالسجن المدني بالدار البيضاء سنة 1978 بعد الدعوى القضائية التي رفعها ضده الحكم أومينا . وتعود وقائع الاحداث التي ادت بهينكا الى قضاء اربعة اشهر بالسجن الى موسم 1977/1978 ، وذلك أثناء اللقاء الذي جمع بين دفاع عين السبع ورجاء اكاديربالبيضاء برسم بطولة القسم الوطني الثاني شطر الجنوب وهو اللقاء الذي قاده الحكم أومينا ، وكان الحكم طيلة اللقاء يمطر لاعبي رجاء أكادير بوابل من الكلمات التي تحط من مكانتهم كلاعبين ينتمون لمنطقة سوس ، وكان يواجههم في كل ملاحظاتهم على تحكيمه بعبارات نابية من مثل : "إما أن تلعب أيها الشلح الوسخ أو سأخرجك من اللقاء " ، " أسير الكربوز ...." ، " حط الكرة أداك القرد وسير فين ..." وغيرها من العبارات المستعملة في السبعينات من طرف بعض المواطنين المغاربة "الأرابوفون" للتهكم على المواطنين المغاربة " الأمازيغوفون " ، وكان الحكم أومينا حسب المرحوم هينكا يكثر من تلك العبارات اتجاهه بالخصوص خاصة أنه كان لاعبا قوي البنية آنذاك ويقف سدا منيعا أمام كل محاولات الفريق البيضاوي الراغب في كسب نقط المقابلة ، وتسببت استفزازات الحكم أومينا في نرفزة المرحوم هينكا بشكل لايطاق ولو يشعر في فترة من الفترات إلا وهو يدخل في عراك مع الحكم ليختلط الحابل بالنابل بين لاعبي الفريقين ليدعي الحكم الإصابة بكسر في رجله حيث توقف اللقاء واعتقل عدد من لاعبي رجاء أكادير ،أخلي سبيلهم باستثاء المرحوم هينكا الذي توبع قضائيا من طرف الحكم وحكم عليه بأربعة أشهر نافدة بسجن البيضاء. وكان من نتائج تلك الوقائع تعرض فرق منطقة سوس في مخلتف لقاءاتها التي تلت تلك الأحداث لجوروظلم واضح من الحكام " ربما تظامنا مع الحكم أومينا " مما دفع بفرق المنطقة الى مقاطعة منافسات البطولة الوطنية لمدة شهر كامل ، وهو ما دفع بمسؤولي الجامعة الملكية المغربية آنذاك الى الإسراع بالنزول نحو أكادير للتفاوض مع المقاطعين وايجاد الحلول لتلك المشاكل . ومن ذكريات المرحوم محمد هينكا بسجن البيضاء يقول أنه وبعد قضاء يوم واحد رفقة بقية السجاء بأحد عنابر السجن وبينما هو في فترة الإستراحة اليومية بساحة السجن رفقة بقية السجناء سمع أحد حراس السجن الأشداء والذي يهابه كل السجناء ينادي وسط المسجونين بالساحة " أين هو السجين القادم من أكادير ؟ " فظن بداية ان الامر يتعلق بتوصية من الحكم قصد تأديبه وقهره بهذا السجن ، فتقدم من الحارس مشيرا أن الأمر يتعلق به ، فأمره الحارس أن يتبعه الى منطقة العنابر فتبعه المرحوم هينكا الى أن وصلوا الى غرفة صغيرة فتحها الحارس وكانت عبارة عن غرفة صغيرة ونظيفة بها أفرشة وبعض مستلزمات الراحة فقال له الحارس: ( منذ اليوم " أوتمازيرت " ستقضي بقية العقوبة بهذه الغرفة بعيدا عن ضوضاء العنابر ومشاكل المسجونين) ، وعن الفترة التي قضاها بالسجن يتذكر المرحوم هينكا أنه كان يتوصل كل يوم جمعة بعلبة كارتونية كبيرة بها كل ما يلزمه من أكل وشرب وألبسة وغيرها من الضروريات دون أن يدرك من كان وراء بعث ذلك الى غاية خروجه من السجن ، ويتذكر هينكا أنه كان يستعمل البعض من تلك الحاجيات ويعمل على توزيع الباقي على السجناء رأفة وعطفا عليهم وهو ما جعل الكثير منهم ينخرط في البكاء يوم خروجه لأنهم فقدوا انسانا عطوفا وحنونا . وكانت آخر التفاتة نحو المرحوم تلك البادرة الطيبة والمحمودة التي قامت بها أسرة جريدة الإنبعاث الصادرة بأكادير خلال شهر رمضان الماضي حيث حرصت الجريدة على تكريمه قبل انطلاق اللقاء الصحفي الذي نظمته الجريدة والمخصص للرئيس الحالي لحسنية اكادير لكرة القدم ، وتجدر الإشارة أن تلك البادرة جاءت في الوقت الذي كان فيه المرحوم هينكا يعاني في صمت جراء مرض أنهك قوته وأضعفه وسط التجاهل التام لجميع الفعاليات الرياضية بسوس لهذه المحنة الصحية التي اجتازها المرحوم قبل ان يسلم الروح يوم السبت 28 نونبرالماضي . بهذه المناسبة الأليمة يتقدم موقع سوس سبور بأحر التعازي الى أسرته الصغيرة والى كافة الأسرة الرياضية للنادي البلدي رجاء أكادير والى كل الرياضيين .