في بادرة طيبة ومحمودة وضمن برنامج أنشطتها لشهر رمضان الكريم قامت أسرة جريدة الإنبعاث الصادرة بأكادير بالفاتة انسانية جميلة اتجاه وجه رياضي طاله النسيان بعد مسيرة موفقة في صفوف النادي البلدي رجاء أكادير لكرة القدم ،اللاعب السابق في صفوف الفريق في السبعينيات محمد هينكا ، الذي كرمته الجريدة يوم الاربعاء الماضي 2 شتنبر الجاري قبل انطلاق اللقاء الصحفي الذي نظمته الجريدة والمخصص للرئيس الحالي لحسنية اكادير لكرة القدم ، وتجدر الإشارة أن بادرة الجريدة تأتي في الوقت الذي أصبح يعاني فيه اللاعب هينكا في صمت جراء مرض أنهك قوته وأضعفه وسط التجاهل التام لجميع الفعاليات الرياضية بسوس لهذه المحنة الصحية التي يجتازها هذا اللاعب الذي ارتبط اسمه في السبعينات بعزة نفس السوسيين باعتباره من اللاعبين المناضلين والمدافعين عن" الهوية السوسية "آنذاك وكلفه ذلك قضاء أربعة أشهر سجنا نافذا بالسجن المدني بالدار البيضاء سنة 1978 بعد الدعوى القضائية التي رفعها ضده الحكم أومينا . وتعود وقائع الاحداث التي ادت بهينكا الى قضاء اربعة اشهر بالسجن الى موسم 1977/1978 ، وذلك أثناء اللقاء الذي جمع بين دفاع عين السبع ورجاء اكاديربالبيضاء برسم بطولة القسم الوطني الثاني شطر الجنوب وهو اللقاء الذي قاده الحكم أومينا ، وكان الحكم طيلة اللقاء يمطر لاعبي رجاء أكادير بوابل من الكلمات التي تحط من مكانتهم كلاعبين ينتمون لمنطقة سوس ، وكان يواجههم في كل ملاحظاتهم على تحكيمه بعبارات نابية من مثل : "إما أن تلعب أيها الشلح الوسخ أو سأخرجك من اللقاء " ، " أسير الكربوز ...." ، " حط الكرة أداك القرد وسير فين ..." وغيرها من العبارات المستعملة في السبعينات من طرف بعض المواطنين المغاربة "الأرابوفن" للتهكم على المواطنين المغاربة " الأمازيغوفون " ، وكان الحكم أومينا حسب اللاعب هينكا يكثر من تلك العبارات اتجاهه بالخصوص خاصة أنه كان لاعبا قوي البنية آنذاك ويقف سدا منيعا أمام كل محاولات الفريق البيضاوي الراغب في كسب نقط المقابلة ، وتسببت استفزازات الحكم أومينا في نرفزة اللاعب هينكا بشكل لايطاق ولو يشعر في فترة من الفترات إلا وهو يدخل في عراك مع الحكم ليختلط الحابل بالنابل بين لاعبي الفريقين ليدعي الحكم الإصابة بكسر في رجله حيث توقف اللقاء واعتقل عدد من لاعبي رجاء أكادير ،أخلي سبيلهم باستثاء اللاعب هينكا الذي توبع قضائيا من طرف الحكم وحكم عليه بأربعة أشهر نافدة بسجن البيضاء. وكان من نتائج تلك الوقائع تعرض فرق منطقة سوس في مخلتف لقاءاتها التي تلت تلك الأحداث لجوروظلم التحكيم " ربما تظامنا مع الحكم أومينا " مما دفع بفرق المنطقة الى مقاطعة منافسات البطولة الوطنية لمدة شهر كامل ، وهو ما دفع بمسؤولي الجامعة الملكية المغربية آنذاك الى الإسراع بالنزول نحو أكادير للتفاوض مع المقاطعين وايجاد الحلول لتلك المشاكل . ومن ذكريات اللاعب محمد هينكا بسجن البيضاء يقول أنه وبعد قضاء يوم واحد رفقة بقية السجاء بأحد عنابر السجن وبينما هو في فترة الإستراحة اليومية بساحة السجن رفقة بقية السجناء سمع أحد حراس السجن الأشداء والذي يهابه كل السجناء ينادي وسط المسجونين بالساحة " أين هو السجين القادم من أكادير ؟ " فظن بداية ان الامر يتعلق بتوصية من الحكم قصد تأديبه وقهره بهذا السجن ، فتقدم من الحارس مشيرا أن الأمر يتعلق به ، فأمره الحارس أن يتبعه الى منطقة العنابر فتبعه هينكا الى أن وصلوا الى غرفة صغيرة فتحها الحارس وكانت عبارة عن غرفة صغيرة ونظيفة بها أفرشة وبعض مستلزمات الراحة فقال له الحارس: ( منذ اليوم " أوتمازيرت " ستقضي بقية العقوبة بهذه الغرفة بعيدا عن ضوضاء العنابر ومشاكل المسجونين) ، وعن الفترة التي قضاها بالسجن يتذكر هينكا أنه كان يتوصل كل يوم جمعة بعلبة كارتونية كبيرة بها كل ما يلزمه من أكل وشرب وألبسة وغيرها من الضروريات دون أن يدرك من كان وراء بعث ذلك الى غاية خروجه من السجن ، ويتذكر هينكا أنه كان يستعمل البعض من تلك الحاجيات ويعمل على توزيع الباقي على السجناء رأفة وعطفا عليهم وهو ما جعل الكثير منهم ينخرط في البكاء يوم خروجه لأنهم فقدوا انسانا عطوفا وحنونا . اللاعب محمد هينكا اليوم يعاني من مرض الم به منذ فترة وأفقده تلك القوة البدنية والجسمية التي كان يعرف بها في شبابه دون أن يجد أي أحد بجانبه باستثناء أسرته الصغيرة ، والتفاتة جريدة الانبعاث ما هي إلا بادرة من أجل تذكر الرجل وشهامته ومحاولة لفت الأنظار الى الواقع المزري للاعب سيظل اسمه خالدا في تاريخ الممارسة الرياضية بسوس . فهل من التفاتة آخرى من طرف الأندية المحلية والجمعيات الثقافية اتجاه محمد هينكا ؟؟؟