من المرتقب ان تلتئم اسرة اتحاد فتح انزكان لكرة القدم، وفعاليات المدينة يوم الجمعة القادم، من اجل انتخاب مكتب جديد يسير الفريق بعد سلسلة من التعثرات التي لحقت الفريق اداريا منذ بداية الموسم، الى درجة لجوء طرف من اطراف النزاع الى المحاكم للطعن في الجمع العام الاخير واذا كان لي من رأي في الاولويات، فإن تصفية مستحقات المدرب واللاعبين تبدو من الاولويات، علما بأنه وحسب ما نتوفر عليه من معطيات، لم يتوصل اللاعبون بمستحقات مبارتين او ثلاث، في حين لم يتوصل السيد محمد فتحي مدرب الفريق براتبه كمدرب مدة خمسة اشهر كاملة الى حدود كتابة هذا المقال.. طبعا اعتبرنا تلك من الاولويات بالنظر الى تذمر لاعبين، بطريقة أدت الى تكرار الامتناع عن اللعب، ودخول الاوفي الى ميادين النزال في كل دورة محرومة من خدمات ست او ثمانية لاعبين اساسيين، رغم محاولات المدرب وبعض المسيرين الحفاظ على الهدوء والالتزام بالصبر والاتزان الى حين عودة المياه الى مجاريها. طبعا هنالك اولويات أخرى، أهمها في نظري ضرورة مساندة الجميع للفرق الرياضية بانزكان، ومساءلة المجلس البلدي عن معايير تدبير المنح، حيث بدا واضحا الارتجال المطلق في تدبير المال العام او ممتلكات البلدية كالحافلة، والتي نستغرب مثلا كيف ان المسؤولين يسمحون لفريق من بطولة العصبة باستعمالها صوب مسافة قريبة لا تتجاوز اولاد برحيل، في وقت حرمت منها الاوفي التي كان عليها قطع مسافة 640 كلم صوب العيون؟ كما نتساءل عن سر المنحة المبالغ فيها جدا والتي استفاد منها نفس الفريق ، دون ان يحقق الى الآن نتائج جيدة، ومن الغرابة نوعا ما، وهذه موضوعية وحكم نترك للقراء اما تقبله او اتهامنا بالتحامل، انه في الوقت الذي استفاد فيه فريق هلال تراست الممارس في القسم الثالث من منحة من المجلس البلدي فاقت 30 مليون سنتيم، نجد اتحاد فتح انزكان الممارس في القسم الاول هواة بمنحة اقل أي 20 مليون سنتيم؟؟؟ انه ملف يؤكد ان اسوأ ما يهدد كرة القدم بانزكان هو الحسابات الشخصية والانتخابية الضيقة، عكس اكادير التي على الاقل نجد فيها معايير معينة لتوزيع المنح.. انزكان كبيرة بلاعبيها، لكنها صغيرة بمجلسها البلدي الفقير الى الله في سبل التدبير، وبالطبع اذا كان على ساكنة المدينة ان تتحمل عبث التدبير الذي حول المدينة من قطب يعتبر من اغنى البلديات من ناحية الميزانية التي تشكلها المداخيل، الى شبه قرية في افقر بلد افريقي ما، حيث لاثقافة ولا رياضة ولا تفكير في هموم الناس العامة واليومية، فقط التطاحن والملاسنات في دورات المجلس، وهذا ما أرى بظلاله على واقع كرة القدم المحلية ، وربما سيجهز في المستقبل القريب على ممتلكات فريق انزكان الاول، تماما كما كان الامر سابقا بصدد احدى الفنادق التي تتواجد بمحاذاة السوق الاسبوعية، والتي انتزعها مسؤول كان يتولى الرئاسة في الستينيات، مرورا بالطريقة التي بيعت بها البقعة الارضية التي بني عليها فندق امام ساحة محطة المسافرين، وصولا الى البقعة المتواجدة بمحاداة ملعب انزكان، والتي كان من المفروض ان تتحول الى وسيلة لضمان مداخيل قارة، لولا تدخل اياد خفية للحيلولة دون ذلك لغاية في نفس يعقوب كما يقال.. لو كان الاستاذ الصحفي الكبير الحسين الحياني انتبه الى سوس جيدا في كتابه الشيق " الرياضة المغربية شواهد واسرار" ماكنت اعتقد ان انزكان لن يخصص لها فصلا، وهانحن في سوس سبور نناشد الجميع، بما في ذلك المجلس البلدي، بضرورة انقاذ شباب المدينة من التبرم والسخط ، ومن حرمانهم من الممارسة الرياضية من خلال سن سياسة واضحة المعالم بصدد دعم اندية المدينة..مع الاعتذار للروائي المصري يوسف القعيد الذي اقتبسنا من احدى رواياته الجميلة العنوان.. بقلم: محمد بلوش