بشعاراتكم الرياضية الجميلة، بالهتافات الامازيغية والعربية التي تستعملونها للتشجيع، بتنقلاتكم مع فريقكم ، بالمدونات التي خلقتموها على الويب، بصوركم مع اللاعبين... بكل ذلك عرفتكم، وادرفت دموع التأثر يوم كنت بينكم، تستقبلون الجيش الملكي ، بل فاخر، بعد ما غادر الحسنية تاركا لها موقعا في خريطة سجلات البطولة الوطنية، لم يستطع فاخر ان يلج ارضية الانبعاث يومها،لكنه حين تشجع، اتجه نحوكم مباشرة، وكان استقبالا اعتقد سيكون راسخا في ذهن سي امحمد فاخر طوال حياته.. بتلك الصورة اعرف جمهور حسنية اكادير لكرة القدم، بل وبصورة الجمهور المثالي، الذي ينضبط في تنقلاته، و لايعرف للشغب معنى في اكادير.. لكن ، ان يظل ذلك الجمهور الغيور متوترا، طيلة مباراة الحسنية ضد الجيش، الى درجة ترديد هتافات قاسية تجاه رئيس الفريق السيد عبد الله ابو القاسم، فهذه ثاني مرة الاحظ فيها سلوكا من هذا النوع، بعد حكاية شد الحبل بين الجمهور والمدرب السابق السكيتيوي.. ماذا حدث؟ حسب المعطيات التي توصلنا اليها، ان التوتر جاء كرد فعل على حدث من المتوقع انه دار بعيدا عن اكادير، اي في العيون ، خلال لقاء الحسنية ضد شباب المسيرة.. سافر بعض من الجمهور الى هناك، وما دمنا نعرف نوعية اعمار تلك الشريحة الاكثر حيوية على جنبات الانبعاث بالتشجيع ، وهي اعمار فتية، فقد حصل لبعضهم ان وفر بالكاد ثمن ركوب الحافلة ، ذهابا وايابا الى ومن العيون. معنى ذلك بالكلام الفصيح لم يكن لديهم ما يقتنون به اكلا، وحين التمس احدهم من احد مسيري الحسنية عونا على تجاوز ذلك الجوع المؤقت، كان الرد قاسيا : انا لم اطلب منكم المجيء ... انا افهم تآزر جمهور الانبعاث الاخير،بل اراه عاديا، لان الرد كان من الممكن ان يكون افضل، خاصة وانني عشت حالات لجمهور طلب دعما من مسيري او لاعبي فريقه، سواء في مباريات الانبعاث او مركب الشيخ الاغظف بالعيون، فكانت الاستجابة نبيلة، اوجه بصددها تحية كبيرة للاطار الوطني المقتدر فتحي جمال ، الذي اعرف له حكاية مثيلة عاشها في العيون يوما مع احد محبي الرجاء ممن تنقلوا الى العيون لمؤازرة الرجاء، كما نحيي لاعب اولمبيك خريبكة عقال على حسن انصاته باكادير يوما ما، لاحد انصار الفريق الخريبكي ممن سافروا الى اكادير لتشجيع الاولمبيك... لكن التصرف بطريقة قاسية مثل ما حدث مؤخرا في ملعب الانبعاث، لم يكن متوقعا من الاخوة مشجعي غزالة سوس، هناك قنوات اخرى اكثر تعبيرا، كمطالبة بفتح حوار ما بين جمعيات المحبين والمسيرين لتطويق سوء التفاهم الحاصل، ولو تطلب الامر تبادل الاعتذارات، فحتى لو كان الرد قاسيا كما قلت، وهنا انا انتصر لمن قيل لهم، صراحة، فإن الدخول في حرب كلامية، وترديد مقولات مستفزة، لا يعجب احدا كسلوك، بل ان الحسنية كفريق، ليس ملكية لاحد، فهو من تاريخ سوس، الذي صنعه رجال منهم من مات رحمه الله، ومنهم من لايزال حيا يرزق. لنكن موضوعيين، دون تحيز لاي طرف، ولنتساءل بشجاعة: هل يكفي حدث العيون لكل ذلك التوتر؟ نعم ، سننضم الى صفكم، لو كانت هنالك مبررات أقوى، لكن، ان نظل منتقدين، دون اقناع بالاسباب الموضوعية، من نوع محاسبة المسيرين في اخطائهم مثلا، او كشف فضائح في التسيير، بالادلة والبرهان، او كل ما يمكن فيه الجدال وتصح المناظرة، ان نظل كذلك، فان الامر فيه امكانية السقوط في امور كثيرة، قد لا نفهم محركاتها الخفية، والهدامة غالبا، ولكم احبائي ان تتأملوا مصير فرق كثيرة عانت من المحركات الخفية، كالماص و الوداد و المغرب التطواني و اولمبيك اسفي، وغيرها، لتستنتجوا ما نوع الخاتمة المتوقعة... يا سادة، مسيري الحسنية، حدث العيون كان خطأ، و غضب جمهور الغزالة في حاجة فقط الى رد اعتبار بسيط، فبكل روح رياضية وجب الاعتذار، ولنترك طقطوقة يعيد و فريقه المتميز من المحبين الغيورين احلى اناشيد التشجيع، و بنفس الورود التي تصالح بها محبو الحسنية مع عبد الهادي السكيتيوي يوما، نود ان يستقبل الجمهور مسيري الحسنية في لقائها القادم ان شاء الله.. بقلم : محمد بلوش .