في ملعب شبه فارغ هو ملعب “هوفويت بوانيي” بأبيدجان وخلال مباراة عرفت حرارة مرتفعة، تمكن فريق حسنية أكادير من الرجوع من الكوت ديفوار بتعادل ثمين، علما أن عناصر الفريق كانت جد قريبة من تحقيق الإنتصار لو لم تخنها الدقائق الأخيرة من المباراة التي جرت في توقيت غير مناسب، الثانية بعد الزوال، والذي يبدو أن الفريق المضيف اختاره ليهزم خصم اليوم باستغلال عامل الحرارة المفرطة. وقد عرفت المباراة خلال دقائقها العشرون الأولى ظاهرة غير عادية تمثلت في تغيير الفريق الأكاديري لثلاثة من لاعبيه الأساسيين هم العميد ياسين الرامي الذي غادر رقعة الملعب منذ الدقيقة 11 وعوض بالمورسلي، وماليك سيسي المصاب أصلا والذي عاودته الإصابة ليعوض في حدود الدقيقة 17 بالملوكي، ثم أمين الصادقي المصاب منذ المباراة الأخيرة أمام نهضة الزمامرة برسم مؤجل الدورة 5 من البطولة الإحترافية الأولى، والذي سيعوض في حدود الدقيقة 28 بعماد كيماوي، ليستنفذ الفريق التغييرات القانونية التي يمكنه القيام بها. أكثر من هذا البديل عماد كيماوي سيصاب بدوه في حدود الدقيقة 86 ليغادر رقعة الملعب محمولا وينهي فريقه الدقائق الأخيرة من المباراة، حوالي سبع دقائق، بعشرة لاعبين. ورغم هذا الوضع غير المريح سيتمكن لاعبو الحسنية من لعب شوط أول حققوا خلاله الأهم، في حدود الدقيقة 37، من تسديدة لكريم البركاوي ستصطدم بعمود المرمى الإيفواري وتجد يوسف الفحلي الذي سيودع الكرة في الشباك. هدف السبق هذا سيحافظ عليه لاعبو الحسنية حتى حدود الدقيقة 83، حيث سيتمكن لاعبو “سان بيدرو” من تسجيل هدف التعادل بواسطة مهاجمهم “زانبي” الذي استغل خطأ ل”بكاري ماني” الذي كسر خطة الشرود التي اعتمدها باقي زملائه من المدافعين ليهدي لمهاجم “سان بيدرو” فرصة الهدف. وبحكم استحواذه على الكرة خلال الشوط الثاني، سيتمكن لاعبو الفريق الإيفواري من خلق عدة فرص سانحة كانت قريبة من أن تعطيه أكثر من هدف واحد لولا التكتل الدفاعي للاعبي الحسنية، ولولا كذلك براعة الحارس عبدالرحمان الحواصلي الذي أنقد مرماه في أكثر من مناسبة. وطبعا تبقى النتيجة التي عاد بها فريق الحسنية من أمام “سان بيدرو” نتيجة إيجابية تدعم مركزه في صدارة مجموعته، دون أن يمنع هذا من طرح أسئلة تتعلق بالخلل الذي عرفته تشكيلة الفريق التي بادر مدرب الفريق إلى إقحامها، علما أن بعض عناصرها كانوا مصابين، وهذا أمر كان معروفا منذ رحيل الفريق إلى الكوت ديفوار. فمن سمح بهذا الإقحام ؟ وهل أطقم الفريق، كل حسب اختصاصه، باركت هذا الإقحام؟ ثم ماذا عن جانب الإعداد البدني : هل له نصيب فيما يتعرض له لاعبو الفريق، وهم ليسوا قلة، من أعطاب ؟ ثم بمعزل عن هذا وذاك، كيف يسمح للاعبين معروف مسبقا بأنهم مصابون بأن يخوضوا مباراة ليسوا مؤهلين بدنيا لخوضها؟ ألا يمثل هذا مخاطرة غير محسوبة بصحة وسلامة هؤلاء اللاعبين؟ أسئلة نتركها مفتوحة آملين أن نجد إجابة لها من المعنيين بالأمر لأنها تخص أولا وأخيرا مصلحة وسلامة لاعبي الفريق والتي ينبغي إعطائها الأولوية وتقديمها على أي اعتبار آخر، دون أن يمنعنا هذا من التنويه بما حققه الفريق بالكوت ديفوار، وفي ظروف قاسية كما أشرنا .