أنظارنا هذا الأسبوع سنسلطها على موهبة سوسية فرضت نفسها بقوة على الساحة وهو اللاعب المتألق والأفضل حاليا في فريقه . الحديث هنا عن جلال الداودي الذي ترعرع عبر فئات حسنية أكادير إلى أن وصل لفريق الأمل وهنا توقفت الخطوة و انتظر تصعيده للفريق الأول إلا أن حلمه تأجل حتى إشعار آخر . القدر كتب له أن يمثل فريقا جديدا بعدما وضع نصب أعينه هدف الدفاع عن ألوان الغزالة بفريق الكبار ، و عندما لم تسنح الفرصة خطفه المدرب عبد الهادي السكتيوي الذي جلبه لأولمبيك آسفي حيث كان يشرف على قيادته آنذاك قبل ست سنوات وكان مساعده مبارك الكداني . من محطة آسفي انطلق مشوار جلال الداودي لينتقل بعدها لفارس دكالة الدفاع الحسني الجديدي قبل أن يحط الرحال بالرباط مع الفتح الرباطي الذي قضى معه موسمين . جلال شغل مركز الظهير الأيمن و الأيسر بالأندية التي لعب لها و في صيف 2015 تحقق حلمه أخيرا . من منحه الفرصة للظهور مع الكبار أعاده إلى بيته و إلى فريقه الأم حسنية أكادير ، عبد الهادي السكتيوي و في اتصال هاتفي مع اللاعب أقنعه بالمجيء للدفاع عن ألوان الفريق السوسي ، لتكون الإجابة بنعم رافضا عروضا وطنية أخرى . بالحسنية اكتشفنا موقعا جديدا للداودي كسقاء في موسمه الأول و كم أجاد هذا الدور و في هذا الموسم و نظرا للنقص الطارئ في بعض المراكز ، أعاده مدرب حسنية أكادير ليشغل مركز الظهير الأيمن ... بقتالية و بالروح يلعب و بالإضافة إلى أنه الجوكر متعدد المراكز فميزته أنه يتقن تنفيذ الضربات التابثة و لعل الهدف الذي سجله على حارس الجيش الملكي فكروش في السنة الماضية دليل على ذلك . هذا الموسم بدأه بقوة و يتصدر لائحة هدافي الفريق برصيد 4 أهداف عقب مرور سبع جولات و حتى بالرأس يسجل كما فعل في المباراة الأخيرة أمام شباب قصبة تادلة ، هو نجم الدورات السابقة و الجماهير بدأت تغرد عبر صفحات موقع التواصل الإجتماعي أن الفريق في حاجة لعشرة لاعبين من أمثاله في إشارة إلى الروح التي يلعب بها . الداودي إن حافظ على ذات المستوى أكيد أنه سيسوق نفسه جيدا وسيرفع أسهمه في بورصة اللاعبين و ستكون خسارة كبيرة للحسنية إن فقدت مثل هذه النوعية من اللاعبين علما أن عقده ينتهي هذا الصيف وهو في عمر 28 . ما يجنيه جلال من ثمار النجاح هو نتاج لعمله المتواصل و مجهوداته و التزامه ، هو لاعب يشتغل على نفسه و يهتم بصحته و يعد قدوة للاعبين الصغار و لبقية زملائه . و بالتأكيد هو واحد من أفضل الصفقات التي أبرمها حسنية أكادير في السنوات الأخيرة ، قد لا تعتبر صفقة إنما هي عودة الإبن لفريقه الأم ، و ربما حان الأوان أن توجه الأنظار لداخل المدرسة بدل النظر بعيدا خارجها . وكما يقول المثل : يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر . – بقلم : هشام صبرهوم – نشر بموقع : لسانك.كوم