الأداء السيء للحكم نور الدين ابراهيم خلال قيادته لسابع مباراة له هذا الموسم برسم البطولة الاحترافية، يجعلنا من جديد نتمسك بالدور الجبار للحكام في رسم نتائج المنافسات بعيدا عن الرياضة، لكونه كان بعيدا كل البعد عن تشريف بذلة التحكيم ، رغم انه قاد مباراة عادية، طرفاها فريقان يلعبان كرة نظيفة ، ولهما أطر في المستوى ، إضافة إلى الوجه الحضاري الذي ظهر به سواء جمهور الحسنية أو جمهور اتحاد طنجة . لن ندخل الفريق الزائر في المعمعة لكونه ليس متسببا فيها ، لكن ، الطريقة التي أعلن بها السيد نورالدين عن ضربة الجزاء الأولى لفائدة الاتحاد ، طريقة جد مخجلة في حق التحكيم الوطني، فلا هو كان متتبعا لمسار العملية من زاوية تسمح له بتوجيه إنذار للمتحايل بدل تمتيعه بضربة جزاء ، ولا هو كان شجاعا في الإعلان عن ضربتي جزاء كانتا أوضح للحسنية ، الأولى كانت في الشوط الأول والثانية كانت في الوقت بدل الضائع ، وبالتالي ، فالفائز الحقيقي بنقط المواجهة هو مديرية التحكيم التي عينت هذا العجب العجاب ليحول مباراة في كرة القدم إلى عرض مسرحي ساخر ، بأفيهات مبتذلة جدا ، إلى درجة أن التساؤل الفعلي الممكن طرحه اليوم أمام كثرة تأثير حكام المديرية في النتائج : ترى ما الجدوى من خلق مديرية للتحكيم أصلا في المغرب؟ هل الإشراف على امتحانات اللياقة والركض ؟ فذاك من اختصاص جامعة ألعاب القوى مع الاعتذار، ولا دخل له بتكوين الحكام ، مادامت الأخطاء والمجازر تتصاعد بمرور الدورات .. لن نعلق على الهدف الثاني للزوار ، فقد تكون الكرة بالفعل تجاوزت الخط، ولعل المتمركز الوحيد في مكان يؤهله للقرار هو حكم الشرط وضميره ، كما لن نعلق على ضربة الجزاء الثانية ، فهي واضحة ومشروعة … صحيح ان عصبة سوس لكرة القدم تنجب حكاما متميزين منذ سنوات ، لكن ، المقاييس المتخلفة التي لازلنا نعتمدها في المغرب، تحرمنا من قيادة حكام لمباريات ولو كان طرفها فريق ينتمي لنفس العصبة، وبالتالي ، نعتقد ان فتح النقاش حول هذا العرف المتخلف جدا أصبح ضرورة قصوى ، فمن حقنا في سوس أن يقود حكام من سوس بعض مباريات الحسنية، كما من حق فرق الغرب أن يقود حكام من عصبتهم بعض مبارياتهم، وقس على ذلك بقية العصب، ويتم الاحتكام في التقييم إلى العطاء والمردودية بشكل صارم ، بدل اكتفاء فرق معدودة على رؤوس الأصابع بصولات وجولات " ما أكل السبع" من حكام قوائم الانتظار ، وتصريف الدورات بأي شكل من الأشكال … حين اندحرت الحسنية بسلا أمام الكاك ، دافعنا عن أداء الحكم الشاب ياسين بوسليم ، ببساطة لكونه لم يكن متسببا في ضعف أداء فريقنا ، لكن ، أمام هذا الضعف التحكيمي للمدعو نورالدين ابراهيم ، والمحسوب على التحكيم ، اعذرونا في مديرية التحكيم أن نقول : اللهم ان هذا لمنكر..فليس هذا تحكيما عادلا بالمطلق ، ولا كان جديرا صاحبه بقيادة مباراة بدت في الأصل سهلة ، لكنه عقدها على نفسه ، ومثل هؤلاء الحكام ماذا تجدي عقوبة التوقيف التقليدية في حقهم ؟ على من ستضحك المديرية ياترى من جديد بحكاية التوقيف؟ هل ستعوضون الفرق المتعرضة للمجازر في نهاية الموسم ؟ ألم ترسل جمعية سلا والخميسات بالأمس القريب الى القسم الثاني بسبب ضربة الجزاء الخيالية المعلن عنها بفاس بالنسبة لسلا ، وبمجموعة أخطاء في بدايات الموسم بالنسبة للخميسات ؟.. شكرا للمديرية وللجامعة على هذه التحفة الفنية التي مثلت التحكيم في البطولة الاحترافية على أرضية مركب ادرار، شكرا للأراجوز والعرض المسرحي المبتذل…متقبلين الوضع إن كان ينطبق عليه القول الدارجي " هادشي اللي عطا الله…"…