جذبت المغربية كريمة خاضري الأنظار إليها بعد نجاحها في الحصول على شارة التحكيم الدولي من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لتكون أصغر حكم مغربية دولية بين الرجال والنساء في تاريخ اللعبة حيث أنها تبلغ من العمر 27 عاما، كما أنها أول حكم مغربية ترتدي الحجاب. والشارة الدولية للفيفا، يمنحها الاتحاد الدولي للحكم، بعد اجتياز اختبارين، بدني وتقني في قوانين اللعبة بنجاح، شريطة أن لا يتجاوز سن الحكم المترشح 37 عاما عند إجراء الاختبار الدولي. وقالت خاضري في مقابلة مع وكالة الأناضول "على الرغم من مشواري القصير في مجال التحكيم الذي بدأته عام 2008، إلا أن عزيمتي ومثابرتي وتضحياتي المستمرة ساهمت في تألقي بمجالي". وأضافت "كنت أزاوج بين ما هو نظري، وما هو تطبيقي على البساط الأخضر، كما أنني أتدرب ما لا يقل عن 4 أيام في الأسبوع تحت قيادة المدرب محمد نور الدين الذي يلازمني بصورة منتظمة في التدريبات". وترى الحكم أن السر من وراء حصولها المبكر على الشارة، هو تمكنها من معرفة قوانين اللعبة، بالنظر لأنها كانت لاعبة سابقة في كرة القدم، ومطلعة على خبايا اللعبة في الممارسة داخل الملعب. وأشارت خاضري إلى أنها تلقت حصولها على الشارة الدولية بفرح شديد، وأنها تلقت التهاني من حكام دوليين مغاربة، فضلا عن أسرتها ومعارفها على وجه الخصوص موضحة أنه كان شيئا مميزا لها بعد مجهود وعمل وصبر واجتهاد دام لسنوات. واعتبرت الحكم المغربية "الشارة الدولية تكليف وليس تشريف، لأن ذلك يتطلب مني عملا إضافيا مضنيا ومتواصلا في نفس الوقت، لتمثيل التحكيم النسوي المغربي والعربي في بطولات دولية كروية كبرى". وعن الدعم الأسري، قالت خاضري أن التشجيعات التي تلقتها من والديها وإخوتها الخمسة، إلى جانب حكام دوليين ومسؤولين كرويين ومسيرين رياضيين، كان له الفضل في تحقيق كل هذه النتائج التي حققتها إلى جانب بذلها وصبرها الكبير في التدريبات. وتشرح خاضري للأناضول "أخي عبد السلام، كان له الفضل الأكبر في ولوجي وتحفيزي على ممارسة كرة القدم لأول مرة منذ كان عمري 12 عاما، ومن هنا كانت البداية". وأضافت "كنت أمام خيارين إما الاستمرار في مزاولة كرة القدم النسوية، أو ولوج عالم التحكيم، غير أنه وبعد استشارتي للحكم المغربي السابق محمد جيد، أقنعني بالولوج ميدان التحكيم". وتعتبر خاضري الحكم الدولي المغربي عبد الله العاشيري قدوة لها في التحكيم كحكم ساحة، نظرا لطريقة إدارته للمباريات الكروية وهدوءه واتزانه بحسب تعبيرها. وأكدت أنها لا تتردد في القول بأنها تعشق كرة القدم، وتلعبها وتشاهد مبارياتها، قائلة " استمتع بدور الحكم في كل مباراة مع كل العناصر الأساسية في اللعبة من مدير فني ولاعبين وجماهير". وواصلت حديثها للأناضول قائلة "أعشق أكثر إدارة المباريات التي يلعبها الأطفال في الدوريات، لأن هذه الفئة لها طموح ورغبة في تنمية المهارات، ولأنهم يعلبون بصدق ونية دون تحايل على قوانين اللعبة". وعن سر ممارستها التحكيم بالحجاب، قالت خاضري: " أفتخر أن أكون أول حكم محجبة مغربية في تاريخ التحكيم المغربي، وأول حكم دولية في تاريخ التحكيم النسوي بالمغرب". وأشارت "اقتنعت بالحجاب، وبالنسبة لي كان منطلقا في مساري التحكيمي للعبة كرة القدم بهذا الشكل وبهذه الصفة، فبعد تعديل قانون اللعبة من قبل الاتحاد الدولي فيفا عام 2011 أصبح بإمكان المرأة الحكمة ارتداء الحجاب، شرط أن يكون بلون قميص التحكيم وفقا لمقتضيات المادة الرابعة منه بعد أن كان ممنوعا" . ولم تخف كريمة أنها كانت محط أنظار عدد من المتتبعين في الساحة الرياضية المغربية لارتدائها الحجاب الذي ميزها كأول حكم مغربية محجبة تلج ميدانا كان رجوليا بالدرجة الأولى. وأشارت إلى أنها عندما تقود مباراة للرجال، فإنها تجد التشجيع من طرف الذكور. وعن الهوايات المفضلة لديها واللون الذي تعشقه، قالت خاضري "أعشق اللون الأخضر، وكرة السلة والشطرنج والبيلياردو". وعن طموحاتها المستقبلية، قالت كريمة خاضري "أتمنى تحكيم مباريات كأس أفريقيا وإدارة مباريات كأس العالم في كرة القدم النسائية لتمثيل الرياضة النسائية المغربية والعربية". والمسار الرياضي للخاضري، انطلق من ممارستها كرة القدم لاعبة بناد محلي، بمدينة أكادير (جنوب غربي) يحمل اسم "نجاح سوس لكرة القدم النسائية" لمدة 8 سنوات، بعدها توجهت إلى التحكيم الكروي لنفس اللعبة، بتوجيه من حكام دوليين مغاربة. بدأ مسارها في التحكيم عام 2008 بمدرسة محلية للتحكيم "عصبة سوس لكرة القدم"، لتتخرج عام 2009 ، وهي نفس السنة التي انطلقت فيها أول بطولة نسائية لكرة القدم بالمغرب. بعد سنتين، اجتازت امتحان الترقي، من حكم عصبة إلى حكم وطني من الدرجة الثانية عام 2011 وتفوقت فيه. وبعدها مباشرة، كلفها الاتحاد المغربي بتحكيم مباراة ترتيب البطولة النسائية لكرة القدم بين ناديي الفقيه بن صالح وشباب أطلس خنفيرة باستاد الحارثي بمدينة مراكش (وسط). وتواصل مسار كريمة خاضري بحصاد لا يتوقف، حيث حازت في الموسم الرياضي الكروي الأخير على المركز الأول كأحسن حكمة مساعدة بالمغرب، بعدما نالت شرف إدارة مباراة نهائي كأس العرش في كرة القدم النسائية بين نادي الجيش الملكي وشباب أطلس خنيفرة بالعاصمة المغربية الرباط. كما اختيرت على الصعيد المحلي كأحسن رياضية في التحكيم النسائي لجميع الرياضات لعام 2014. في رصيدها الحالي، أدارت أكثر من 80 مباراة في الدوري المغربي، ما بين مباريات قسم الهواة ومباريات الأمل ومباريات البطولة النسائية لنفس اللعبة. * بقلم / سعيد أهمان