يعرف الدخول التربوي على صعيد جهة سوس ماسة درعة صعوبات على مستوى الخصاص من الموارد البشرية . ونقلت مصادر متطابقة من داخل القطاع قولها "أن الحركة الوطنية الانتقالية أتت على أعداد كبيرة من الموارد البشرية بالإضافة إلى نزيف وتراكم الخصاص لسنوات على هذا المستوى ، في ظل تقلص أعداد الخريجين الجدد التي تستفيد منها الأكاديمية كل سنة". ويجري، مند نهاية شهر غشت الماضي، تسريع عمليات جهوية وإقليمية على صعيد النيابات السبعة المكونة للجهة بدءا من تقليص البنية التربوية والتوافق مع النقابات جهويا وإقليميا في جلسات ماراطونية لساعات طوال من اجل ضمن دخول تربوي عادي على حد قول مصدرنا من الأكاديمية. وهكذا غادر الجهة في السلك الابتدائي اثر إجراء الحركة الانتقالية الوطنية 618 أستاذا مقابل وفود 31 مدرسا من باقي الجهات، وفي الثانوي الإعدادي غادر الجهة 145 مدرسا و نفس العدد غادرها من أساتذة الثانوي التأهيلي .ويشكل أساتذة الرياضيات في مقدمة عدد المغادرين ب 39 مدرسا في الإعدادي وأساتذة اللغة الفرنسية ب 28 أستاذا بالتأهيلي. وتتصدر نيابات زاكورة وورزازات وتارودانت المراتب الأولى من حيث عدم استقرار المدرسين، وبالتالي ارتفاع نسبة الخصاص بها، بحيث يغادر هذه الأقاليم الثلاث أفواج من الأساتذة كل سنة بشكل متزايد ، وقد غادر إقليمتارودانت لوحده على سبيل المثال خلال الثلاث سنوات الماضية من 2005 إلى 2008 ما مجموعه 697 مدرس من السلك الابتدائي وغادره هذا العام 290 مدرس منهم 243 من الابتدائي و 24 من الإعدادي و23 من التأهيلي. هذا، ويبلغ عدد الخصاص من المدرسات والمدرسين بالتعليم الابتدائي حسب معطيات مصلحة الموارد البشرية بأكاديمية سوس ما قدر ب280 أستاذا(ة)، حوالي نصفهم يتواجدون بنيابة تارودانت، حيث وصل العدد بها إلى 159، فيما بلغ عددهم بورزازات 69 وبزاكورة 52 إطارا. من جانب آخر، قدر الفائض من أساتذة التعليم الابتدائي في 308 أستاذا(ة) منهم 117 بأكادير و57 بتارودانت و47 بورزازات و31 بإنزكان 14و اشتوكة و17 بزاكورة. أما على صعيد سلك التعليم الثانوي الإعدادي فقد قدر حجم الخصاص في 330 مدرسا، بينما بلغ عدد الفائضين 464 مدرسا(ة)، وعلى صعيد التعليم الثانوي التأهيلي فقد وصل حجم الخصاص إلى 512، بينما بلغ عدد الفائضين 180 أستاذا(ة). وفي هذا الصدد أوضح مصدرنا ، أن المصالح الإقليمية للأكاديمية لم تتمكن من التغلب على الخصاص بصفة نهائية، بعد استنفاذ كل الحلول الممكنة، من إعادة انتشار الفائض من المدرسين وتقليص البنية التربوية للمؤسسات التعليمية وحذف التفويج وتدريس المواد المتقاربة وإرغام الأساتذة على التدريس بمؤسستين متقاربتين لاستكمال الحصص الأسبوعية واللجوء إلى الساعات الإضافية. وقال رئيس المصلحة بأن الإجراءات السالفة الذكر سيكون الأثر السلبي على جودة العملية التعليمية في كثير من المؤسسات التعليمية بسبب الاكتظاظ واللجوء إلى الأقسام متعددة المستويات وبسبب حذف التفويج بالأقسام العلمية، وخص بشكل كبير نيابة تارودانت التي يوجد بها على سبيل المثال أكثر من 60 قسم مشترك من ستة مستويات. وفي موضوع ذي صلة خلخلت عملية ترحيل وإعادة إسكان قاطني دور الصفيح التي باشرتها السلطات الخريطة التربوية وعلى صعيد نيابتي أكاديراداوتنان وانزكان ايت ملول ، مما انعكس يقول مصدر نقابي على مناطق تدارت والقليعة واشتوكة أيت باها حيث خلق اكتظاظا كبيرا بهاته المواقع، ومن المنتظر أن تزداد الحدة أكثر إثر استمرار عملية ترحيل أكثر من 900 أسرة في حي الخيام القديم، في غياب التنسيق بين السلطات المحلية والتربوية، من أجل اختيار زمن الترحيل الذي خلف تداعيات كبرى على الخريطة التربوية التي لا توافق التدفق البشري للسكان وتحركاتهم غير المبرمجة. وتعيش الداخليات بذات الجهة، خاصة في ورززات بكل من الثانويات التأهيلية والاعدادية محمد السادس وبومالن دادس والزيتون وضعا ليس أحسن حالا، بسبب الاكتظاظ وحالة بنياتها وتجهيزها المهترئ، غير أن مصدرا تربويا مسؤولا قال "للمساء" أنه "تمت مبرمجة داخليتان بالمنطقة، أما التجهيز فسيتم تعويض المتلاشي ودعمه بآخر جديد في سياق اتفاقية الشراكة المبرمة مع المجلس الجهوي لسوس ماسة درعة من أجل أنسنة الداخليات، في سياق تعبئة القطاع وشركاءه" على حد قوله.