يراهن مهنيو السياحة بجهة سوس ماسة درعة، أمام الجمود الذي يعرفه حاليا قطاع السياحة، على التعبئة وروح المبادرة على مستوى الأسواق الرئيسية المزودة وتأهيل حقيقي للمنتوج على أمل إنعاش قطاع استراتيجي للتنمية الجهوية. وفي هذا الصدد، قال رئيس المجلس الجهوي للسياحة لأكادير السيد عبد الرحيم عماني بمناسبة اجتماع المجلس الاداري للمجلس يوم الأربعاء، "إننا في مواجهة ظرفية صعبة" تطبعها الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على صناعة السياحة وعدم الاستقرار السياسي في بعض بلدان المنطقة، وكذا تأثير الاعتداء الذي استهدف مراكش في أبريل الماضي. وأضاف أنه إذا كانت أكادير سجلت خلال الاشهر الاربعة الاولى من السنة ارتفاعا بنحو 22 في المائة فإن المنحى تغير منذئذ، موضحا أنه تم تسجيل تراجع ملموس على مستوى الوجهات الاستراتيجية مثل السوقين الفرنسية والالمانية. كما أن عدد السياح الروس، الذي يشهد تطورا في السنوات الاخيرة، ما فتىء يتراجع مسجلا انخفاضا ب60 في المائة في يوليوز الماضي. وبالنسبة للسيد عبد اللطيف عبيد، وهو فندقي وقنصل شرفي لروسيابأكادير، فإن العديد من المهنيين يدعون الفاعلين والسلطات العمومية إلى بذل مجهود أكبر من أجل النهوض بالقطاع سواء على مستوى الأسواق التقليدية أو الوجهات المهمة مثل روسيا وبولونيا. وأضاف أن المهنيين يلحون أيضا على ضرورة تغيير المنحى التراجعي على مستوى تأهيل المنتوج وتطوير وجهات جديدة ذات قيمة مضافة قوية، والترويج للوجهة، وكذا برمجة رحلات جوية مباشرة. من جانبه، وبعدما استحضر تداعيات الظرفية الماكرواقتصادية الدولية الصعبة، عبر نيكولا مالي الذي يمثل شركة سياحية دولية بأكادير عن أسفه لضعف الطاقة الاستيعابية للفنادق بالمدينة، وهو ما يشكل عائقا كبيرا بالرغم من توفير ألفي سرير جديد مع متم السنة لتنضاف إلى حوالي 25 ألف سرير المتوفرة حاليا، والتي ينبغي تجديد نصفها. وقلل هذا المهني، الذي يرأس لجنة التسويق بالمجلس الجهوي للسياحة بأكادير، من انعكاسات اعتداء مراكش على القطاع، مشيرا في هذا الصدد الى الأداء الجيد للسوق البريطاني والاهتمام الذي مافتئ يوليه الفرنسيون لوجهة المغرب. ومن جانبه، أعرب رئيس لجنة التنشيط بالمجلس السيد خليل التزنيتي عن أسفه لتوجه بعض الشركات السياحية نحو دفع المهنيين المغاربة إلى تخفيض الأسعار بشكل كبير وإعطاء أمثلة بوجهات سياحية مجاورة كتونس ومصر حيث يجتاز القطاع ظروفا صعبة. واعتبر هذا المسؤول أنه آن الاوان من أجل التعايش مع الحقائق الجديدة للقطاع، مبرزا إيجابيات الحجز المباشر عبر الانترنت. ولرفع "التحديات الكبرى" المطروحة أمام وجهة أكادير، اعتبر والي جهة سوس ماسة درعة السيد محمد بوسعيد أنه بات من الضروري تضافر الجهود المبذولة خلال السنوات الاخيرة من أجل تعزيز والحفاظ على الاسواق الاستراتيجية للجهة واستكشاف أسواق جديدة وتشجيع السوق الوطنية. وأضاف أن رؤية 2020 تمكن من تقوية الشراكة بين المهنيين والسلطات العمومية من أجل النهوض في المقام الاول ب"جودة وحكامة السياحة على المستوى الجهوي والقدرة على الاستجابة لتطلعات السياح مع تثمين مستديم للموارد". وأوضح السيد بوسعيد أن النهوض بالقطاع يمر عبر "تحديد دقيق للزبناء المحتملين القادمين من وجهات جديدة ذات قيمة مضافة قوية، وتنمية وتطوير أدوات التواصل والنهوض بأجيال جديدة". وفي هذا السياق، أعلن رئيس المجلس الجهوي للسياحة بأكادير أن المدينة ستواصل حضورها على مستوى المعارض السياحية الدولية، كما ستستضيف للمرة الثانية على التوالي العديد من الملتقيات لرياضة الغولف، وفي مقدمتها جائزة الحسن الثاني للغولف وكأس للامريم اللذان حققا، السنة الماضية، نجاحا رياضيا وسياحيا كبيرا.