ان الامازيغية الان اصبحت اللغة الرسمية وفق دستور 2011 الجديد بالرغم من طريقة الصياغة و بالرغم من بقاء شعار العروبة والاسلام من خلال العبارة الواردة في نص هذا الدستور وهي العربية –الاسلامية بمعنى عدم الفصل بين العروبة والاسلام مما يفيد منطقيا بقاء مصطلحات من قبيل الحضارة العربية الاسلامية كمصطلح مغلوط و ايديولوجي لا يعكس التاريخ الاسلامي لبلاد المغرب الكبير و هنا لا اقصد العربية كلغة و كثقافة و كانسان وافد الى هذه المنطقة منذ الفتح الاسلامي كما يسمى حيث عاش جانب الى جانب مع شقيقه الامازيغي و اليهودي و الزنجي في سلام و في وئام. و انما اقصد العروبة كايديولوجية دخيلة الينا منذ عقود كثيرة و ليس منذ قرون بحيث ان مكانها الطبيعي هو شبه الجزيرة العربية و ليس في المغرب باعتباره بلد امازيغي بحكم التاريخ و الحضارة و التقاليد الخ من هذه الاعتبارات الموضوعية لا نقاش فيها او جدال. ان تحليل بسيط للغاية لمصطلح الحضارة العربية الاسلامية في المغرب يجعلنا ندرك ان الذين اخترعوا هذا المصطلح العجيب و الخطير في نفس الوقت ليس لهم أية دراية من تاريخ المغرب الاسلامي من حيث الدول الامازيغية الكبرى مثل الدولة البورغواطية و الدولة المرابطية و الدولة الموحدية و الدولة المرينية و الدولة الوطاسية و الدولة السعدية و الدولة العلوية و بالاضافة الى التنظيمات القبائلية بمفهومها الديمقراطي و ليس بمفهومها القدحي. و ليس لهم اية دراية في ما قدمته الامازيغية كهوية و كثقافة و كفنون للاسلام من خلال العديد من الميادين و المجالات لا نهاية لها غير اننا عشنا طوال هذه العقود على وطأة التزوير لتاريخ المغرب و تحت رحمة شعار العروبة و الاسلام او اسلام الحركة الوطنية كما قلت منذ سنوات و هذا الشعار كان سائدا بشكل كبير في وسائل الاعلام السمعية و البصرية الى حدود هذه السنوات الاخيرة من الاعتراف النسبي بالامازيغية حيث قلما يرفع هذا الشعار في وسائل الاعلام او في بعض خطب الجمعة التي استمع اليها عبر الاذاعة و التلفزة بل اخطر من هذا او ذاك يستمر بعض الفقهاء في رفع هذا الشعار المتجاوز اصلا بعد المصادقة على الدستور الجديد حيث شاهدت برنامجا حول ذكرى وفاة المرحوم محمد الخامس في عشر رمضان الحالي حيث كنت أراقب المصطلحات المتداولة في هذا البرنامج و الحق انني وجدت القليل من بوادر التجديد النسبي و التخلي عن مصطلح الظهير البربري بصفة جزئية بالمقارنة مع السنوات و العقود الماضية لكن بالمقابل لاحظت بقاء بعض مظاهر التشبث شعار العروبة و الاسلام في خطاب العلماء المشاركون في ذلك البرنامج و التشبث بتاريخنا الرسمي و المزور اصلا . ان أي تعاقد جديد بين الامازيغية و الاسلام مشروط بالعديد من الشروط و الاسس و الاهداف لان التعاقد الحالي بين العروبة و الاسلام لن يساهم في تنزيل ترسيم الامازيغية الى ارض الواقع المجتمعي و المؤسساتي و حتى الديني بحكم وجود تيارات معادية لهذا الترسيم بوضوح حيث لا احد يستطيع انكاره او تجاهل خطره المستقبلي خصوصا بعد مرور الانتخابات التشريعية و مناقشة القوانين التنظيمية داخل قبة البرلمان و الخاصة بتفعيل الطابع الرسمي لهذه الهوية الاصيلة و ادماجها في كل مناحي الحياة العامة . و لدى حسب رايي المتواضع على الحركة الامازيغية عامة ان تجتمع كما هو مقرر في شتنبر القادم لمناقشة المرحلة الحالية و رهانات الامازيغية بعد هذا الترسيم من خلال وضع مقترحات لهذه القوانين التنظيمية من شانها القضاء على مختلف مظاهر الاهانة و احتقار هويتها الاصيلة مثل سن تشريع يجرم تداول المصطلحات المهينة بكرامة الامازيغيين في الفضاء العمومي و في مقدمتها مصطلح الظهير البربري و مصطلح البربر و مصطلح المغرب العربي و مصطلح الحضارة العربية الاسلامية و في مكانه اقترح وضع مصطلح الحضارة الاسلامية المغربية او الحضارة الاسلامية الامازيغية بحكم الانتماء الى هذه الارض الطاهرة . و ضرورة مراجعة المقررات الدراسية و الخاصة بتاريخ المغرب و تطهيرها من المصطلحات البالية و ادماج الاعراف الامازيغية ضمن مادة التربية الوطنية و التربية الاسلامية . و ضرورة ترسيم السنة الامازيغية كعيد وطني في يوم 13 يناير من كل سنة و جعله بداية تاريخنا المغربي الاصيل عوض ان ينطلق تاريخنا مع وصول رجل مطرود من المشرق ليؤسس دولة لم تبلغ ما بلغته دولنا الامازيغية من العز و من خدمة الحضارة الاسلامية الخ . و ضرورة تكوين علماء الدين الجدد في اللغة و الثقافة الامازيغيتان حيث لم يعد من الواقعية و الموضوعية ان يظل علماءنا الأفاضل على وضعهم الحالي من تجاهل كل ما هو امازيغي و ربطه بالتنصير او بالالحاد الخ من هذه الشروط و الاسس و الاهداف. المهدي مالك [email protected]