في ظل تهافت الناس على التمكن من أضحية العيد ، ينسى الفقير و المحتاج ، لا أحد يتذكره في غمرة هذه الأيام ، في وقت أن من أعظم الأعمال ، و أحبها إلى الله ، أن تدخل السرور و الغبطة على قلب فقير أو مسكين ، و أن تجبر خاطره ، فالمسلم الحق هو الذي لا يتعالى على إخوانه من المسلمين ، و يحسن إلى الفقراء و المساكين منهم ، و يجبر خواطرهم في الأعياد ، و المناسبات الدينية و في رمضان.. و كان أول من حقق هذا الخلق القويم سيدنا المصطفى صلى الله عليه و سلم عندما كان يحسن إلى الفقراء و المساكين ، و يتمنى أن يحشر معهم يوم القيامة ، و أعلن أنهم سيدخلون الجنة قبل الأغنياء المسلمين ، كل ذلك جبرا لخواطرهم ، و إعلاءا لشأنهم حتى لا يحسوا أنهم عالة على المجتمع ، فتقل قيمتهم في نظر أنفسهم ، و الفقراء الصابرون هم جلساء الله يوم القيامة .. و إن لكل شيء مفتاحا ، و مفتاح الجنة حب المساكين .. و كم من أشعث أغبر ، لو أقسم على الله لأبره ، فالجلوس مع الفقراء من التواضع و من تواضع لله رفعه .. و قد قال عبد العزيز بن أبي دؤاد " من رأس التواضع الرضا بالدون من شرف المجالس" و قال أبو عثمان الحري :" أصحبوا الأغنياء بالتعزز ، و الفقراء بالتذلل ، فإن التعزز على الأغنياء تواضع ، و التدلل للفقراء شرف" .. فبعد هذا القول الكريم من علماء الأمة الأفاضل ينبغي علينا أن نسارع إلى جبر خواطر الفقراء و المحتاجين ، و ندعوا الله أن يحيينا مساكين و يميتنا مساكين ، و يحشرنا في زمرة المساكين" و ما يلفت الانتباه هو أن عين بني مطهر بالرغم من كثرة أغنيائها ، فإن قلوبهم فارغة من الرحمة ، لا يرأفون بالفقراء ، قإننا نسمع بأن منطقة وجدة في قلوب الناس الرحمة كونهم يجبرون خواطر المحتاجين بإهدائهم أضاحي العيد .. فلو كان في قلوب ناس عين بني مطهر الإيمان لحضي كل فقراء البلدة بأضحية عيد الأضحى ..