تعيش الجزائر على إيقاع فضيحة جديدة في قطاع المحروقات التي سرعان ما تحولت إلى أزمة كانت وراء العديد من الاحتجاجات التي تعرفها مختلف مناطق البلاد المعروفة بتوفرها على ما يكفي ويزيد من هذه المادة، ومع ذلك تعيش في أزمة خانقة. اندلعت الأزمة على وقع فضيحة حينما لاحظ أصحاب السيارات حدوث أعطاب في محركات عرباتهم التي ظلت جاثمة على الأرض بعد تعبئتها بالكمية اللازمة من الوقود. وكانت البداية في محطات توزيع الوقود بالجزائر العاصمة، حيث وقف مئات المواطنين أمام محطات التوزيع يستنكرون وينددون بهذه الفضيحة بدون أن يعرفوا ماذا يجري بالضبط، في الوقت نفسه، التزمت السلطات المعنية بصمت رهيب، مما زاد من شكوك المواطنين حول شيء ما غير عادي. في البداية، سرت شائعة تقول إن الوقود ممزوج بمادة ملوثة، من دون تحديد طبيعة هذه المادة. ومع ارتفاع حدة الاحتجاجات، اضطرت الشركة الرئيسية لتوزيع الوقود لإخبار العموم بوجود وقود مغشوش، قبل أن تفصح عن حقيقة الأمر المتمثل في أن الوقود ممزوج بالماء. كانت هذه الأخبار كافية لإشعال لهيب الغضب الذي انتقلت شرارته من محطات العاصمة إلى مختلف مدن وبلدات الجهة الغربية القريبة من الحدود المغربية الشرقية. ورغم محاولات التهدئة واحتواء الوضع من خلال تقديم وعود بصرف تعويضات للمتضررين الذين تسببت هذه الأزمة في حصول حالات عطب مختلفة لسياراتهم، فإن الأزمة مرشحة للامتداد إلى باقي المناطق الأخرى. في هذا الإطار، دخلت الشرطة القضائية على الخط، وشرعت في إجراء تحقيق على مستوى محطات توزيع الوقود لتحديد المسؤوليات. وتم ضبط كميات كبيرة من الوقود الممزوج بالماء تم توزيعها في مراحل سابقة على محطات البنزين في العاصمة الجزائر قبل أن تنتقل إلى ولايات الجهة الغربية في وهران ومستغانم وسيدي بلعباس وغيرها. عن النهار المغربية