في البداية ، إسرائيل قامت علي الترويع والإرهاب ، وقامت بالعديد من المجازر والمذابح بهدف نشر الخوف والرعب بين الفلسطينين فيهربون ويتركون ديارهم ، ويتم إحلال اليهود بالفلسطنين (أصحاب الأرض) ، ولهذا فمنذ إعلان الدولة العبرية كانت تتعاقب المجازر والمذابح حيث كانت تلك الأخيرة هي ألية التهجير القسري والإحلال للمستوطنين اليهود القادمين من شتي بقاع الأرض للدولة العبرية . ولكن ! ظلت إسرائيل في إرتكاب مثل هذه الجرائم .......لماذا ؟ أولاً: لأستمرار إسرائيل إلي الأن في أتباع سياسية التهجير القسري وإحلال المستوطنين اليهود محل الفلسطينين . ثانياً: بهدف القضاء والخلاص علي المقاومة . ثالثاً: الطابع العدواني السافر الذي يميز الشخصية اليهودية ،لا ينعكس في طريقة تعاملها مع الفلسطيني فحسب بل حتي في أدارة وشكل وطابع الدولة العبرية ، حيث يهيمن الجيش علي كافة مناح الدولة التي هي مفترض أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط . ونحن في هذه الأيام نحيا ذكري مذبحة جنين ، التي كانت واحدة من أشد المجازر والمذابح وطاة وقسوة ، حيث قامت قوات الأحتلال الإسرائيلي بقيادة شاؤؤل موفاز رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي في هذا الوقت ، بحملة عسكرية سافرة ، حيث قامت القوات الإسرائيلية بأعمال القتل العشوائي ، والأعتقال التعسفي ، والتعذيب ، واستخدام الدروع البشرية ، وحصار المخيم ، ومنع وصول الخدمات الطبية ، وعربات الأسعاف ، فسجنت إسرائيل المخيم وانهالت عليه بأحدث وسائل القتال ، وبادت وكأنها حرب دولية ، بين دولتين ، لكن للأسف من طرف واحد فقط هو إسرائيل ، فحاربت إسرائيل سكان مخيم فقير ، عزل ، حتي أن قوات الأحتلال الإسرائيلي كانوا يقتلون بين المنازل ، أدعت إسرائيل أنها تريد فقط القضاء علي هؤلاء الحفنة من الأرهابين الذين يهددون أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي ، فحاصرت المخيم مايزيد عن أسبوعين جعلت خلالهم حياة سكان مخيم جنين كسجن ، ثم أنهالت بعد تلك الفترة علي سكان المخيم بالقذائف والرصاص ، وسقط المدنين نساء واطفال ورجال عزل مدنين ، قتلي وجرحي بجراحات خطيرة ، ثم لم تجد قوات الأحتلال الإسرائيلي من وجهة نظر قادها شاؤؤل موفاز مجرم الحرب الأول سوي هدم المخيم فوق رؤؤس ساكنيه ، وبهذا صار مخيم جنين والأرض سواء . ناهيك عن حملة الإعدامات المكثفة في صفوف الفلسطينين ، ولايعلم أحد حتي الأن العدد الحقيقي للقتلي ، وماحدث بالفعل من جرائم ضد الأنسانية أرتكبت بحق الفلسطينين . وبحسب بعض شهادات وتصريحيات شهود عيان قاموا بزيارة المخيم ، يتضح مدي الجرم الذي أرتكبته إسرائيل في مخيم جنين ، حيث صرح خوسيه ساراماغو – الكاتب والروائي البرتغالي الشهير الحاصل علي جائزة نوبل عام 1998- بعد زيارته للمخيم ابّان المعركة:" كل ما اعتقدت أنني أملكه من معلومات عن الأوضاع في فلسطين قد تحطم، فالمعلومات والصور شيء، والواقع شيء آخر، يجب أن تضع قدمك على الأرض لتعرف حقاً ما الذي جرى هنا.. يجب قرع أجراس العالم بأسره لكي يعلم.. ان ما يحدث هنا جريمة يجب أن تتوقف.. لا توجد أفران غاز هنا، ولكن القتل لا يتم فقط من خلال أفران الغاز، هناك أشياء تم فعلها من الجانب الإسرائيلي تحمل نفس أعمال النازي أوشفيتس. انها أمور لا تغتفر يتعرض لها الشعب الفلسطيني" وصرح تيري رود لارسن منسق الأممالمتحدة في الشرق الأوسط في ذاك الوقت : ان الوضع في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين مذهل ومروع لدرجة لا تصدق، إن الروائح الكريهة المنبعثة من الجثث المتحللة تحوم في أنحاء المخيم، يبدو كما لو أنه (أي المخيم) تعرض لزلزال، شاهدت فلسطينيين يخرجون جثثا من بين حطام المباني المنهارة، منها جثة لصبي في الثانية عشرة من عمره، أنا متأكد بأنه لم تجر عمليات بحث وإنقاذ فعلية. كما قال راسل بانكس رئيس البرلمان العالمي للكتاب : ان الساعات التي قضيتها في فلسطين حتى الآن حفرت في ذاكرتي مشاهد لن أنساها أبداً.. عندما اجتزنا الحاجز أحسست بأن الباب أغلق خلفي واني في سجن. إن جميع أعضاء الوفد متأكدون أنه سيتم اتهامهم ب (اللاسامية) خصوصاً في الولاياتالمتحدة. لكن هذا لا يخيفنا. يجب أن نرفض هذا النوع من (الإرهاب الثقافي) الذي يدعي أن توجيه الانتقادات للجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين هو نوع من معاداة السامية . ويبقي تصريح في غاية الأهمية الذي يعترف بأهمية وشرعية المقاومة ، للكاتب الإسباني المشهور خوان غويتسولو الذي صرح قائلاً: «كيف يفسر حق الدفاع عن النفس بأنه إرهاب، والإرهاب دفاع عن النفس!! إني أستطيع أن أعدد دولاً تمارس الإرهاب، وإسرائيل هي احدى هذه الدول. يجب أن نخرج أنفسنا من الكليشهات، وألا نساوي بين القاتل والضحية، بين القوة المحتلة والشعب الذي يرزح تحت الاحتلال ويقاومه. ونحن ممثلو شعوبنا غير المنتخبين. وعلينا أن ننقل بأمانة ما تشاهده أعيننا، وتحسه قلوبنا. ويبقي أن نتذكر سويا ً موقف الأممالمتحدة من مذبحة جنين : التي لم تعتبر مذبحة جنين مذبحة، وحمل التقرير الفصائل الفلسطينية المسئولية عما جري ، وأكد التقارير الذي اعتمد علي مصادر إسرائيلية وتصاريحات وأقوال قادة الجيش الإسرائيلي ، أن القوات الإسرائيلية قد أنذرت أكثر من مرة قبل ضرب المخيم ، وحمل التقرير لقتل الضحايا للفصائل التي تخبئت في مناطق مزدحمة بالسكان ،وذكر التقرير خسائر الأرواح وقال أنها تقدر 52 قتيل فلسطيني ، 23 جندي إسرائيلي ، وأن هذا العدد غير كافي لوصف ماحدث بالمجزرة ، وألقي التقرير الضوء علي حصار القوات الإسرائيلية للقطاع وقطع المياة والكهرباء والهاتف ، وتدمير البني التحتية ، وصعوبة وصول الاغاثات الأنسانية ، والأعتداء علي عربات الاسعاف ، ورجال الأنقاذ ، وأعتبرت كل هذه الأمر تقع علي عاتق فصائل المقاومة التي اختارت من مواقع المدنين خبئاً لها ، فدفع الثمن المدنين الفلسطنيون . ويجدر الأشارة إلي أن التقرير أكد أنه كان هناك أفتقار وصعوبة في المعلومات . أذن الأممالمتحدة رأي أنها لاتمثل مجزرة ولاجريمة من جرائم الحروب ، ويبقي القول أنه لايخفي علي أحد أن ماجري في مخيم جنين أنما هو جريمة من جرائم الحرب ،ولكن للأسف القانون بحاجة تجبر تنفيذه وتلزم به الجميع ، ونظراً أننا في عصر ضعف المؤسسات الدولية المنوطة بحماية القانون الدولي والقيام علي تنفيذه وتحقيق الأمن والسلم الدوليين ، وتبعية هذه المؤسسات للقوي العظمي والكبري ، جعلت القانون الدولي يفسر علي هواء ومصالح هذه الدول ، فتتحول مذبحة جنين إلي معركة متكافئة بين الطرفين ، والأدهي يتحمل مسئوليتها في المقام الأول الفلسطينين ثم يأتي من بعد ذلك الأسرائيليون ، وينعم شارون وشاؤؤل موفاز وقادة جيش الأحتلال بنعيم وحرية تحرك ، ويحاصر ويسجن المدنين في ديارهم . ولايبقي الأ القول أن الأوضاع لن تتغير الا بتغير ميزان الدول العربية والإسلامية دولياً ، كي يكن لها مهابة ووجود ، ويضعون العرب في دائرة مصالحهم وبالتالي دائرة التعامل معهم كشريك ، كفاعل وليس المفعول به ، ولن يتحقق ذلك الا بتعاون عربي وإسلامي في كافة المجالات ، وتحقيق الأكتفاء الذاتي ، وتقليل الاعتماد علي الغرب في كل احتاجيات وعلي أن يقتصر الاعتماد علي الغرب في الضروريات ، لكن هل العرب قادرين علي ذلك ...............أرجو ولكني أشك . وشكرا أمنية سالم