في موضوع: قضايا في التصوّف يوم 22 ماي 2013 بقاعة نداء السلام بكليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة-وجدة
تقديم يندرج هذا اليوم الدراسيّ ضمن الأنشطة السنويّة المفتوحة التي ينظمّها فريق البحث في الفلسفة الإسلاميّة. فبعد اليومين الدراسيّين السابقين اللذين نظّمهما الفريق، الأوّل حول قضايا في علم الكلام والثاني حول قضايا في الفلسفة، ندعو الباحثين إلى المساهمة في يوم دراسيّ ثالث حول قضايا في التصوف (وهي الحلقة الأولى في سلسلة قضايا في التصوّف، التي يعتزم الفريق جعلها موعدا سنويّا). ومن المعروف أنّ مباحث الكلام والفلسفة والتصوّف تمثّل جوهر الفلسفة الإسلاميّة، علاوة على أصول الفقه الذي يعتبر أيضا مبحثا وطيد الصلة بالفلسفة والمنطق في الإسلام. ونهدف من وراء هذا النشاط إلى المساهمة في تسليط بعض الضوء على قضايا وجوانب مهمّة من تاريخ الفلسفة الإسلاميّة، تشكّل جزءا من تراثنا وحياتنا الفكريّة والثقافيّة العامّة. ولا يخفى على أحد دور ومكانة الفكر الصوفيّ في مجتمعاتنا الإسلاميّة في مختلف مناحي الحياة العمليّة والنظريّة قديما وحديثا. كما لا يخفى دور رجالات التصوّف في الحياة الاجتماعيّة والسياسيّة والفكريّة العامّة في مختلف بقاع العالم الإسلامي. بالفعل، فأهل الذوق بكتاباتهم ومواقفهم وسلوكاتهم لم يكتفوا فقط بتقديم نظرة عميقة للوجود وتأويلا متميّزا للنصوص الدينيّة وممارسة أخلاقيّة وعلميّة ساميّة عمادها الذوق منهجا والتربية سلوكا والإنسانية انتماء وهوية والألوهية نورا وملاذا، بل طبعوا الحياة الروحيّة والعمليّة للمسلمين عبر العصور وفي مختلف المناطق بتواضعهم الأخلاقيّ وحضورهم الاجتماعيّ الفاعل وكتاباتهم البليغة وإشراقاتهم الإلهيّة وكراماتهم الشعبيّة. يمكن أن نذكر من متصوّفة المشرق على سبيل التمثيل فقط عبد الرحمان السلمي(ت. 412ه)، عمر ابن الفارض(ت. 632ه)، ذو النون المصري(ت. 245ه)، أبو يزيد البسطامي(ت. 261ه)، الحسين بن منصور الحلاّج(ت. 309ه)، أبو طالب المكّي(ت. 386ه)، عبد القادر الجيلاني(ت. 561ه)، شهاب الدبن السهروردي(ت. 586ه)، عبد الكريم الجيلي(ت. 832ه) وغيرهم). وفي المغرب برز علماء صوفيّة أفذاذ تجاوز أثرهم منطقة المغرب نحو مناطق أخرى في أوربا والمشرق على السواء. وقد ترك جلّهم مصنّفات عزيزة غزيرة وزوايا كثيرة ومريدين أوفياء في مختلف بقاع المعمور ومن شرائح اجتماعية متفاوتة، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: ابن مسرة الأندلسي(ت. 319ه)، ابن عربي الأندلسي(ت. 638ه)، ابن سبعين(ت. 669ه)، أبو العباس السبتي(ت. 601ه)، أبومدين(ت. 594)، أبو الحسن الشادلي(ت. 606ه)، أبو عبد الله الجزولي(ت. 870ه)، أحمد زروق(ت. 898ه)، ابن عجيبة(ت. 1224ه) وغيرهم كثير جدّا. وقد كان المتصوّفة دائما في قلب المجتمع والسياسة، إذ طبعوا إلى جانب الفقهاء تاريخ المغرب، على سبيل المثال، وكانوا فاعلين في تأسيس دوله، وتوجيه سياسته وثقافته، وتشكيل هوّيته ولحمته، والمساهمة في اعتداله واستقراره. وكان النقاش دائرا أحيانا بينهم والفلاسفة المشّائين بشكل مباشر أو غير مباشر (ابن باجة والغزالي، ابن رشد وابن عربي) وأحيانا أخرى، وبشكل أشدّ، بينهم وبين والفقهاء. وكانت ثمّة محاولات للتوفيق بين المواقف المختلفة وتقريب المذاهب المتباينة والتيارات المتنافسة. ولعلّ أبرزها في المستوى الأوّل محاولة ابن طفيل التوفيقيّة بين أهل البرهان وأهل الذوق، وفي المستوى الثاني تبقى محاولة أحمد بن زروق باررزة في التوفيق وتذويب الخلاف بين أهل القياس والفقه وأهل الإشارة والتصوّف. نروم أن يكون هذا اللقاء العلميّ بالأساس مناسبة لطرق قضايا جديدة أو قضايا معروفة برؤية غير مسبوقة مع التركيز في كلّ ذلك على النصّ الصوفي المنشور منه أو المخطوط، أو عرض دراسات ونصوص منشورة حديثة بمختلف اللغات ذات أهميّة في هذا المجال. وسوف يتيح لنا هذا النشاط العلميّ أيضا الجمع بين التصوّف الفلسفيّ والتصوّف الطرقيّ، وبين الدرس الفلسفيّ والدرس الأنتروبولوجيّ وبين الدرس التاريخيّ والدرس السوسيولوجيّ، وهذا يسمح به الجمع الأصيل الحاصل تلقائيّا في التصوّف بين الدين والفلسفة وبين العلم والعمل. وتظلّ غايتنا الأولى جمع أساتذة وباحثين من تخصّصات مختلفة: تصوّف، فلسفة، تاريخ، أدب، وأنتروبولوجيا للمذاكرة حول مسائل دقيقة في التصوّف في مختلف أبعاده الروحية والإجتماعيّة والسياسيّة والفلسفيّة ماضيا وراهنا. وللإشارة، فإنّ هذا النشاط ينفتح أيضا على الطلبة الدكاترة، وغير خاف أنّ جمع الطلبة الباحثين بأساتذتهم في تفاعل لا يمكن إلا أن يكون مثمرا حول محاور/قضايا صوفيّة مفتوحة (في علاقة بالأعلام، والنصوص، والمخطوطات، والمعجم، والبيبليوغرافيا، والأخلاق، والحريّة، والتفسير، والفلسفة، والسياسة، والمجتمع، والثقافة، والقيم، والفقه، والحديث، والزاوية، والجامعة، وواقع الدرس الصوفيّ، والإنسانية، والألوهية والعالم وغير ذلك) شريطة التزام الجدّة والدقّة ووحدة الموضوع تبعا لأصول البحث العلميّ وأسلوبه.وننبّه إلى أنّ عملنا لا يندرج في إطار الاهتمام الثقافيّ العامّ أو العقدي أو السياسي بقدر ما نروم الدراسة العلميّة أوّلا وأخيرا من خلال الكشف عن نصوص وأعلام وقضايا بعينها بتصوّر علميّ يشترط الأصالة والجدّية والموضوعيّة.
لغات العرض: العربيّة أو الفرنسيّة (ويمكن تقديم المداخلة للنشر أيضا بالإنجليزية أو الإسبانية) آخر أجل لاستقبال الملخّصات واستمارة المشاركة يوم 15 مارس 2013. الإخبار بقبول المشاركات يوم 17 مارس 2013. آخر أجل لاستقبال المداخلات يوم 18 ماي 2013.
اللجنة التنظيميّة الأستاذ محمد بنيعيش الأستاذ محمد الطلحاوي الأستاذ توفيق فائزي الأستاذ محمد لشقر الأستاذ سعيد البوسكلاوي