لا زالت إسرائيل ترد على سلام العرب بالمزيد من العمليات الاستيطانية وبكل أساليب العربدة ، ولا زال اليهود يقتحمون المسجد الأقصى وسط حماية من جنود الاحتلال حتى في شهر رمضان {كظاهرة جديدة وغير مسبوقة } ، وخطط جاهزة لتنفيذ تقسيمه ، والحفريات مستمرة تحت المسجد الأقصى تمهيدا هدمه ، وتهويد القدس في أعلا وتيرته ، وألوف المنازل داخل مدينة القدس يتم هدمها ، والأسرى الفلسطينيين كادوا أن يُنسوا إلا من الذاكرة ، وحصار غزة على أشده وينتظر ما هو أسوأ ، والمحادثات بين فتح وحماس لا بارقة أمل من ورائها ، والمفاوضات مع حكومة الاحتلال لا فائدة من ورائها ، ونتذكر قول بيريز عن مفاوضات أوسلو: إننا لم نكن نفاوض الفلسطينيين ، لقد كنا نفاوض أنفسنا ، وقول شامير : سنفاوضهم عشر سنين على لا شيء . والقيادة الصهيونية في إسرائيل تنتقل من مرحلة شعار يهودية الدولة إلى تطبيقه عمليا على أرض الواقع. وهو ما لم تجرؤ إسرائيل على القيام به، بشكل قانوني معلن، منذ عام 1948.شعبنا يدفع الثمن كله ، والعالم يغط في نوم عميق وكأنه لم يحدث شيء ولا يعنيه شيء .... الدور قادم على دول عربية كثيرة ، وهي مرشحة بسهولة لتمرير المخططات والأهداف الإسرائيلية للنيل منها ، ولتبقى الأمور كلها مهيأة لصالح تحقيق الأهداف الصهيو أمريكية ، فليس الشعب الفلسطيني وحده هو الذي سيدفع الثمن ، بل سيدفع ثمن التواطؤ والعجز كل النظام العربي الرسمي ، ومعه الشعب العربي من المحيط إلى الخليج ، الأمر الذي لا نتمناه لأحد أبدا ... وما اليمن اليوم عنا ببعيد فتارة الجنوب وتارة الحوتيون ، وتارة خلاف حدودية مع هذه الدولة أو تلك . فعلى سبي المثال لا الحصر : صرح آفي ليختر وزير الأمن الداخلي الصهيوني السابق خلال وجوده على رأس الوزارة ، حول الهدف من استهداف السودان، يوم 10 أكتوبر 2008، ، في مقالة له بعنوان : الهدف هو تفتيت السودان وشغله بالحروب الأهلية ، فقال: السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه يمكن أن يصبح دولةً إقليمية قوية ، وقوةً مضافة إلى العالم العربي. ليأتي هذا التصريح تعبيراً فاضحاً عن الدور الصهيوني المباشر في العمل على تفتيت السودان ودعم الحركات الانفصالية فيه ، وهو ما لا يمكن فصله عن المشروع الصهيوني لتفكيك الأمة العربية ، ويأتي ذلك أيضا من خلال قيام المنظمات اليهودية بإشراف وتمويل الصراع في دارفور كما فعلت من قبل في الجنوب . صحيفة لوم وند الفرنسية أكدت أن هناك جمعيات إسرائيلية ويهودية أمريكية ظهرت في الآونة الأخيرة تهدف إلى مساعدة أهالي أو لاجئي دارفور، وأن معظم اللاجئين في طريقهم لأن يتهودوا ويصبحوا إسرائيليين. ورد في كتاب وثائقي صدر عام 2003 عن مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب للعميد في المخابرات الإسرائيلية موشى فرجى يحمل عنوان : إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان ( نقطة البداية ومرحلة الانطلاق) وقامت الدار العربية للدراسات والنشر بالقاهرة بترجمته ترجمة راقية عن اللغة العبرية .وهذه مقتطفات من الكتاب عن جون جارنج : حصل على دورة عسكرية في كلية الأمن القومي في إسرائيل , وأن أهم الخبراء الإسرائيليين الذين تعاملوا مع جارنج هم رئيس الموساد السابق (أدمونى) و(ديفيد كامحى صديق المطبعين المصريين من جماعة القاهرة للسلام وإيلياهو بن إيليسار أول سفير لإسرائيل في مصر وأورى لوبرانى .لقد وقفت الصهيونية والغرب كله بقوَّة مع جنوب السودان يؤيِّدون انفصاله ، وتعاونوا بشكل صريح مع جون جارانج زعيم ما يسمَّى بجبهة تحرير السودان ؛ لتحويل جنوب السودان إلى دولة قوية تؤثر في المنطقة ؛ لما تملكه من ثروة نفطية كبيرة وثروة حيوانية وزراعية وموارد مائية ومعادن تتراوح بين اليورانيوم والذهب والنحاس والفوسفور والمنجنيز والكروم.. إلخ ، وتتحكم في منابع النيل، وتحظى بتأييد أمريكا والغرب واليهود ، وتمثِّل حارسًا أمينًا للمطامع الصهيونية والغربيةوالأمريكية. وعن السعودية : صرح الرئيس الأمريكي السابق بوش من البيت الأبيض : أننا لن نسمح بخروج السعودية من تحت المظلة الأمريكية ، كما صرح من قبل شامير رئيس حومة الكيان الأسبق : إننا لدينا أوراقا كثيرة للعب في جميع الدول العربية . وعن مصر والمغرب صرح زعيم حزب شاس أن لدينا أموراً كثيرة يمكننا من خلالها التأثير على الدول العربية منها الأقباط والبربر والأكراد والأمازيغ والشيعة وعن العراق فالأمر واضح وحدث ولا حرج بشان التواجد الصهيو أمريكي على أراضيه وتنفيذ المخططات بدون عناء .هم يفتعلون المشاكل في كل مكان يريدوه وبدون عناء فافتعال إسرائيل لازمة الحدود مع سوريا و كذلك نشاط الفدائيين على الحدود كان مبررا لهم لشن الحرب في عام 1967 و ما حدث في عام 1960 عندما فشل مؤتمر القمة الذي كان مقررا في باريس بين روسيا وأمريكا إذ أرسلت أمريكا قبل موعد عقد المؤتمر بأيام طائرة تجسس فوق ارض الاتحاد السوفيتي مما أدى إلى انسحاب رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي من المؤتمر عندما رفضت الولاياتالمتحدة الاعتذار، والغرب بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبضغط من اليمين المسيحي المتطرف واللوبي الصهيوني هم الذين اختلقوا ذريعة الإرهاب لتطبيق مشروع العولمة الذي يرفضه الغرب ذاته ؛ لأنهم يرون فيه ابتلاعا للحضارة الغربية . يقولون في علم السياسية إن الحرب تبدأ حيث تفشل السياسة ، فهل من حرب تشكل طفرة عسكرية من نوع ما تعيد الكرامة والحقوق ، فلا نامت أعين الجبناء !! ؟ . www.tahsseen.jeeran.com ; لمراسلة الكاتب tahsseenn2010_(at)_hotmail.com